الأربعاء - 01 مايو 2024
منذ سنة واحدة
الأربعاء - 01 مايو 2024


حافظ آل بشارة ||

كان اسبوعا متميزا زمانا ومكانا واحداثا ولا يمكن ادراجه ضمن الذكريات العابرة ..
منذ كان هذا الاتحاد في اول عهده توقعنا ابتكار تجربة مختلفة في ابعادها المهنية بشقيها المعرفي والتعبوي ، لأن هناك سعة في الافق وحضورا للقضية بتفاصيلها ومعرفة العدو واذرعه ، والوضوح والثبات في المبدأ والمنتهى ، لذلك راح الاتحاد يستقطب المزيد من ابناء هذه القبيلة القلمية العريقة ، وقد جاءت دعوة الاخوة في الجمهورية الاسلامية للزيارة تتويجا لنجاح الاتحاد ودوره ، وقد تشكل الوفد من 25 عضوا من الكتاب والمحللين واساتذة الجامعات ، ولم تكن القضية قضية وفد ثقافي يزور دولة جارة ، فايران هي الشقيق المحاصر منذ اكثر من اربعين عاما ، ولديها طيف واسع من الاعداء الذين بدأوا محاولاتهم دائما لفرض العزلة عليها ، عزلة تضمن لهم تسويق المزيد من الاكاذيب حول بلاد الزعفران ، ماكنة الاعلام المعادي تنتج يوميا سيلا من البهتان حول ايران ، ويريد منتجو الاكاذيب ان لا يكون ضمن المشهد شاهد عيان يكشف اكاذيبهم ، وقد تعاملوا مع الجمهورية الاسلامية بسياقات هوليودية ، يؤلفون القصص الباطلة الخبيثة ويخرجونها وينعقون بها ليتبعهم كل ناعق ، يحاولون رسم صورة سيئة لهذا البلد المقاوم ، (ايران تشهد تظاهرات مليونية ، ايران تقمع المتظاهرين ، ايران في اسوأ حال) ، انها الحرب الاعلامية المستعرة على مدار الساعة ، ايران لديها تجارب عديده في التفوق والانتصار وليس لديها تجربة في الهزيمة ، واكدت مرارا ان الانتصار ميزة لكل محور المقاومة وان زمن الهزائم قد ولى ، لم تهزم ايران في الحرب التقليدية ، ولم تهزم بالحصار الاقتصادي ، وعليها الآن ان تواجه الحرب الناعمة وهي سلاح الخاسرين وسوف تسجل نصرها المقبل ، شلال الاكاذيب الغربية والصهيونية يتدفق كل حين مستهدفا ايران ومن يناصرها ، الا تحتاج الحكاية الى شاهد في الميدان ؟
لم يكن الوفد الزائر قاصدا ان يكون ذلك الشاهد الذي يحاجج العالم ، بل اراد ان يكون شاهدا لنفسه ، والذين وجهوا الدعوة يتصرفون في اطار العلاقات الثقافية وتعزيز التواصل الاخوي ليس الا ، الاخوة الذين لم يزوروا الجمهورية من قبل ، شعروا انهم امام نموذج حضاري مذهل في الضيافة واللياقة الاجتماعية والشعور بالقرب ، شعروا انهم امام نظام راسخ وعمران متطور واكتفاء ذاتي ، وايمان لا تزعزعه الاراجيف ، بلد نجح في تحويل التهديدات الى فرص ، وقد شاهد الاخوة برج ميلاد بشموخه الذي جعله احد الابراج المعدودة في العالم وقد تم تشييده في زمن الحصار .. وتجولوا في الطابق الاخير ، وفي موقع آخر شاهدوا معرض الاسلحة والمسيرات والصناعات الدفاعية باحدث اجيالها ، وحاوروا وزير الخارجية حول كل الملفات التي تخطر على بالهم ، وحاوروا عددا من كبار المسؤولين ، ثم التقوا في جلسة نقاشية تحليلية مع نخبة من الكتاب والمحللين الايرانيين ، وقد اختتموا جولتهم بزيارة لمرقد الامام الرضا عليه السلام ، وشقيقته المعصومة عليها السلام ، يرافقهم فريق من الاخوة المنسقين الذين كانوا مثالا في التواضع والصبر وحسن الخلق ، كانت تلك الجولة حافلة بكل المعاني التي تجعل من كل عضو في الوفد شاهدا في الميدان شاء ام ابى ، هذا بلد يعيش الاستقرار والاكتفاء الاقتصادي والتطور المستمر والصبر ورفض الخضوع للمستكبرين ، ويمد يده للشعوب المظلومة في كل مكان ، اذن هؤلاء هم الشهود الذين حاوروا رجال السلطة ورجال العسكر ورجال الثقافة والاعلام ، وتجولوا في الاسواق والحدائق والعتبات ، وهم الذين ادركوا حجم الحرب الاعلامية التي تستهدف ايران ، وادركوا انها ستنتصر في النهاية مهما طال طريق المقاومة.


ـــــــــــــــــ