آية نزلت عن  الحجاب وسبب الإلتزام بالحجاب؟…

د.مسعود ناجي إدريس ||

من السور والآيات المتعلقة بالحجاب:

1. سورة النور، الآيات 30 و31 و33 و60؛

2. سورة الأحزاب، الآيات 35، 53، 55، و59.

وفقا للشريعة الإسلامية، يجب على المرأة أن تستر جسدها وشعرها عن الرجل الأجنبي؛ لكن ليس من الواجب تغطية الوجه واليدين من الرسغ إلى أسفل. هذا الحكم يشمل الأجنبي في البيت أو خارجه؛ وحتى في حالة الأجانب الذين لهم علاقة دائمة بالبشر، فإن هذه القاعدة وأمثالها تنطبق عليهم دون استثناء.

وأما الحجاب الواجب فيكفي للمرأة أن تستر نفسها بما تستطيع، ولا يشترط بالملابس الخاصة؛ لكن هناك مشكلة في لبس الملابس الضيقة وكذلك ملابس الزينة.

2. في سورة النور الآية 31 يقول الله تعالى للمؤمنات إن عليهن  أن يسترن زينتهن التي عادة ما تكون مخفية عن الاجانب.

«وَ قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَي جُيُوبِهِنَّ وَ لاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ …; (النور، 31)

على الرغم من أهمية مراعاة الحجاب لكن ارتداء العباءة ليس إلزاميًا، إلا أن العباءة من أفضل أنواع الحجاب والرمز الوطني للمرأة في المجتمع الاسلامي. اما الجبة ونحوه وإن كان مناسباً لأحوال معينة، إلا أنها  تؤدي إلى ظهور الجسم وبروز جسم المرأة، فإنه قد تكون مصدراً للتهييج والفساد.

العقل البشري بالتأكيد يختار الأفضل بين الجيد والأفضل؛ ولذلك فإن الحجاب يعتبر من الافضل . تختلط العفة باخلاق المرأة وطبيعتها، ولها في خلقها مكانة عظيمة ورفيعة ومن الاساس المرأة نفسها تريد العفة وتريد ان يعاملها الآخرون بها.

كما يعتبر الإسلام خلق المرأة سبب لخير وصلاح المجتمع، ويعتبر الحجاب ضروريا حتى تتناغم عفة المرأة الخارجية مع عفتها الداخلية ويقوى أساس الأسرة ولا تنكشف المرأة للجميع مثل سلعة لا قيمة لها.

وقد ذكر القرآن مسألة الحجاب في عدة آيات، وأشار في بعضها أيضاً إلى حكمته وفلسفته، ومنها:

1. طهارة قلوب الرجال والنساء وعدم تلوثها. : في المدرسة القرآنية، بالإضافة إلى النظافة الجسدية (التي يتم مناقشتها في العالم) هناك أيضًا نوع من الصحة الروحية والعقلية التي إذا لم يتم مراعاتها تتسمم النفس، وتكون لها آثار خطيرة وهي أخطر بكثير من التسمم الجسدي. وفي بعض الآيات يوصى باتباع هذا النوع من النظافة. يقول القرآن في الآية 53 من سورة الأحزاب عن لقاء نساء النبي والحديث معهن:«…وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجاب‏ ذَ لِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّ…; . يقول الله في الآية 59 من سورة الأحزاب: «يَـأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لاِّزْوَ جِكَ وَ بَنَاتِكَ وَ نِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـبِيبِهِنَّ ذَ لِكَ أَدْنَي أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا » وفي الآيتين 30 و 31 من سورة النور يخاطب النبي الكريم  فيقول:«قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَ يَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَ لِكَ أَزْكَي لَهُم… .

بالإضافة إلى ما ورد، استقرار المجتمع وتقوية الروابط الأسرية، ومنع الانحرافات، والحفاظ على القيم، واحترام المرأة يعتمد على تحركها بوقار وعفة قدر الإمكان وعدم كشف نفسها امام الرجل مما سيزيد من احترام الرجل لها –

ومن أسباب وفلسفات الحجاب التي وردت في الآيات والروايات هي انه لا شك أن المرأة أجمل من الرجل؛ ونظام وجودها يجعلها مرغوبة . ولكن هل يشترط أن تكون جميلة وجذابة من جانب المعصية؟! وهل من الضروري أن ينظر جمالها من الناحية الجنسية فقط؟ إذا كان الأمر كذلك، فلا ينبغي أن يكون الله الجميل هو خالق الجمال. لان في الأساس، عالم الخليقة بأكمله جميل؛ وهل من المناسب أن نقول كل ما هو جميل  سبب للمعصية؟! من الواضح أنه يجب استخدام كل جمال بطريقته المشروعة.

المرأة أيضًا جميلة، ولكن يليق بها أن تستخدم كل فضائلها بطريق الحلال، من خلال الحفاظ على جميع المقدسات، في طريق الكمال؛ كما أن النساء كذلك مع أزواجهن، وكلاهما يكمل الآخر في طريق الكمال.«هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ;(البقرة،187)،.»

إن الدعوة إلى التغطية ليست إهانة فحسب، بل هي أيضًا احترام. وبالمناسبة، من وجهة نظر القرآن [كما ذكرنا سابقاً]، الحجاب هو وسيلة لاحترام المرأة وتكريمها حتى لا ينظر إليها المنبوذون من وجهة نظر حيوانية وجنسية. وفي الإسلام براءة المرأة وعفتها من حق الله. أي أنه حتى لو رضيت الزوجة أو الزوج بعدم عفة المرأة وعدم ارتداءها للحجاب فلن يحل لها ذلك؛ لأن المرأة هي شرف الله، ولا يصبح التعري حلال بالرضا.

الفرق بين الدول الغربية والإسلام هو أنه في الغرب، إذا ارتكبت المرأة الفاحشة، يتم حل المشكلة إذا وافقت هي أو والديها وزوجها، ولكن في الإسلام، الرضا ليس نهاية الأمر. بل يجب تنفيذ حكم الله. وهذا يدل على أن عفة المرأة ملك لله ويجب الحفاظ عليها. كل هذه الكلمات تدل على عظمة المرأة التي يريد الله أن يحفظ لها كرامتها؛ ولا ينبغي للرجال أن ينظروا إلى النساء لمجرد أنها جميلة وجذابة…