الجمعة - 03 مايو 2024

لماذا الامام المهدي لا يساعد المظلومين ؟…

أن الامام المهدي (ع) يقول: “انا غیر مهملین لمراعاتکم و لا ناسین لذکرکم و لو لا ذلک لنزل بکم البلاء و احطمکم الاعداء”؛ فما كل هذه المشاكل التي تحدث للشيعة؟ ولماذا الامام لا يساعد الفقراء والمحتاجين؟!
أولاً، من الجيد أن نعرف أن أصل هذه الجمل كتبت للشيخ المفيد. وفي بداية الرسالة نقرأ: “للأخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، سلام عليك أيها المولى المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين، فانا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا نبينا محمد وآله الطاهرين ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق، أنه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك، أعزهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته..”. ثم خاطب الشيعة المؤمنين فقال: إن علمنا قد أحاط بأخباركم، ولا يخفى علينا من أخباركم شيء.
حتى يصل إلى الجملة المعنية التي يكتبها : «انا غیر مهملین لمراعاتکم و لا ناسین لذکرکم و لو لا ذلک لنزل بکم البلاء و احطمکم الاعداء»؛ محمد باقر، بحار الانوار، بیروت : دار احیاء التراث العربى، ط٣، ١٤٠٣، ج ٥٣، ص ١٧٥، ح ۷ ؛ احتجاج طبرسى، ص ٤٩٧.. وإذا دققت النظر تجد أدناه الحديث: إن البلاء الذي كان سببا في هلاك الشيعة سيزول بفضل ذلك الامام ورعايته. لا يعني ذلك أن المصاعب والمتاعب في العالم مثل الحرب والسجون والفيضانات والزلازل وما إلى ذلك لا تؤثر على أي شخص. لأن هذة سنة إلهية، والمصائب هي سبب تدريب الإنسان وتقويته ونموه.
وينبغي أن يقال؛ في وقت من الأوقات، كان الشيعة أقلية، ولكن بفضل الامام المهدي (ع)، قوتهم تتزايد يوما بعد يوم. ورغم أن كل القوى تحاول تدمير الشيعة بطريقة أو بأخرى، إلا أن الشرط الأهم لهذه الرعاية واستمرارها هو التدين، الذي يجب أن نحاول ألا نقع في حضن الإثم والفساد… فمعنى الحديث هو ليست هذه مشاكل شخصية وليس لدينا امتحانات قادمة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن منهج الإمام العصر (ع) (كغيره من أئمة الاطهار (ع)) لا يسري بشكل أن يأتي المظلومون أو الفقراء أو المرضى بشكل مباشر إليه ويطلبون منه حل المشكلة، كما كان الحال في زمن باقي الائمة. ورغم ذلك كان الأئمة يشجعونهم على المحاولة الجادّة أو الصبر في مواجهة الصعوبات. إلا أن هؤلاء الوجهاء، وخاصة الإمام الزمان (ع)، ساعدوا المحتاجين واخذوا بايديهم في كثير من الأحيان، أو عبروا عن طيبتهم تجاه المشتاقين والمستحقين، ونحو ذلك.