الخميس - 02 مايو 2024

الكرامة وحقوق الإنسان من منظور القرآن الكريم

د.مسعود ناجي إدريس

يتحدث القرآن عن حقوق الإنسان في كافة المجالات ويراعي كافة الجوانب المادية والروحية، وهناك آيات كثيرة تحدثت عن حقوق الإنسان.
قبل إعطاء أمثلة للآيات، من الضروري الإشارة إلى أن حقوق الإنسان المذكورة هنا ستطرح بمعناها القرآني والتي تختلف عن حقوق الإنسان الغربية. في الغرب، تعتمد حقوق الإنسان على الإيمانية (الأصالة الإنسانية و الإنسان المحوري)، والمادية، والمصالح المادية الفردية والطبقية، وما إلى ذلك؛ إلا أن القرآن يتحدث عن حقوق الإنسان في جميع السياقات والفضائل والكرامات، مع مراعاة جميع المصالح والجوانب المادية والروحية.
من وجهة نظر القرآن فإن الإنسان له كرامة فطرية: “ولقد كرمنا بني آدم” (الإسراء: 70)، ولتحقيق هذه الصفة الفطرية، أُعطي الإنسان مناصب ثمينة لا يحتلها أحد من المخلوقات الأخرى. لا يوجد في أي مدرسة مثل هذه الحقوق التي تليق بالإنسان الا في الإسلام.
ونشير الآن إلى بعض الأمثلة من الآيات القرآنية حول كرامة الإنسان وشخصيته وحقوقه:
1. لدى الإنسان قرب تكويني من الله تعالى”وَ إِذَا سَأَلَکَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ؛ (البقرة، 186) وهذه هي أعلى كرامة أعطاها الله للإنسان.
2. الإنسان يتولى الخلافة الإلهية: “إِنِّی جَاعِلٌ فِی الاْرْضِ خَلِیفَةً؛ (البقرة، 30) .
3. إن الحق في الاختيار الواعي والحر (الذي يتطلب إرادة حرة) محفوظ للانسان:”الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ؛ (الزمر، 18) “إِنَّا هَدَیْنَهُ السَّبِیلَ إِمَّا شَاکِرًا وَ إِمَّا کَفُورًا؛ (الانسان، 3)
4. من السهل عليه أن يتبع الطريق الصحيح بعد اتخاذ قرار واعي: “ثُمَّ السَّبِیلَ یَسَّرَهُ؛ (العبس، 20)
5. أزيلت عن كتفيه أعباء ثقيلة وسلاسل متينة بظهور الأنبياء:”وَیَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَلَ الَّتِی کَانَتْ عَلَیْهِمْ؛ (الاعراف، 157)
6. حالات أخرى مثل: وضع جميع المواهب المادية والمعنوية له حتى يصل إلى الكمال النهائي (الأنعام: 104)، الإنسان مخلوق مختار من بين جميع خلق العالم (طه، 122)، والتأكيد على حفظ كرامة الإنسان (يوسف: 50) هو محور وهدف رسالات الرسل. (الإسراء 9، 10)
قوة التسخير للإنسان في عالم الطبيعة (لقمان:20)، ملكه للعقل وقوة التأني والتفكير، وهي مصدر الإرادة والاختيار والفاعلية والحرية (الإسراء،36)، الحق في الحياة والتحريم عن قتله وغير ذلك من الاحترامات التي أعطاها القرآن للإنسان.
إن ما ذكره القرآن الكريم عن حقوق الإنسان يدل على أن الإنسان هو أفضل الخلق، وقد أعطي له أعلى الحقوق والكرامة والفضيلة والأخلاق. . ر. ک: المیزان، ص 12 47 و 140 146، دارالکلم الطیب، بیروت.