الخميس - 02 مايو 2024
منذ أسبوعين

علي الحسني ||

بعد ما تمادت تل أبيب واعتدت على الجمهورية الإسلامية داخل الأراضي السورية أتت ليلة ١٤ نيسان وأتى معها الرد الإيراني الذي ذل تل أبيب وعلى يد الشيعة نعم نقولها وبكل فخر على يد الشيعة من بعد ما كانت لإسرائيل الدرجة العليا في كل شيء في المنطقة ولم تصفع تل أبيب مثل هذه الصفعة إلا اليوم .
وكذلك من حقنا أن نفتخر بهذه الصفعة التي أتت من مرجع ديني و سيد حسيني يرتدي عمامة رسول الله وينهل من شجاعة وحكمة الإمام علي ابن أبي طالب (ع( .
وقبل هذه الصفعة الحيدرية طالما ارتفعت تلك الأصوات المغرضة وهي تهاجم الجمهورية الإسلامية بكلامها غير المنطقي وتصف طهران بأنها لا تتجرأ على مهاجمة إسرائيل وإنها تقاتل من خلال حلفائها في لبنان والعراق واليمن وفلسطين ولا تعرض نفسها وشعبها للخطر .
ويتناسى أمثال هؤلاء الدور البارز للجمهورية الإسلامية والشهيد سليماني في حرب تموز ب٢٠٠٦ ودوره في تسليح المقاومة الفلسطينية التي كانت تقاتل بالحجارة واليوم أصبحت تقاتل بالصواريخ والقذائف وكذلك يتناسون ما قدمته طهران لبغداد ب٢٠١٤ في حرب داعش وهي الوجه الثاني للكيان الغاصب .
وعندما فعلتها إيران وهاجمت دولة الاحتلال بشكل مباشر خرج هؤلاء الذين لا يفقهون شيء وصوروا إسرائيل بصورة الدولة المسكينة التي تتعرض إلى اعتداء غاشم ولا يتذكر هؤلاء أي جريمة من جرائم الإبادة التي يقترفها هذا الكيان اللقيط ضد شعبنا الفلسطيني بقتله النساء والأطفال والشيوخ .
بل أكثر من ذالك فأمثال هؤلاء يناصرون تل أبيب بالقول وينتفضون من أجلها فتارة يقولون بأن هذه الضربة مسرحية متفق عليها وتارة يقولون إنّ إسرائيل تصدت للهجوم الإيراني وتارة يقولون إن طهران أخبرت تل أبيب بساعة الصفر .
وسنقف على كل قول من هذه الأقوال بشيء من التحليل :
١. الضربة مسرحية : إن الذي يقول بهذا القول لا نعلم كيف فكر وتوصل إلى هذا الاستنتاج وهل من المعقول أن توافق طهران وتل أبيب على هكذا مسرحية؟
⁠فلو قلنا إن إسرائيل وافقت نتيجة ضعفها فهل من المعقول أن تل أبيب تضهر نفسها بموقف الضعيف الذي يتلقى الضربات الصاروخية من قبل إيران ولا يحرك ساكن؟ وعلى فرض أن إسرائيل في موقف ضعف فمن الطبيعي أن تستغل الجمهورية الإسلامية ضعف دولة الاحتلال لا تتفق معها على رد شكلي
ولو فرضنا إن الجانبين في موضع قوة واتفقا على هذه المسرحية حتى يجنبان المنطقة حرب إقليمية نقول :
أولا : إن هذا الاحتمال يخالف الواقع لأن إسرائيل اليوم في موقف ضعف وليس في موقف قوة بدليل إنها هزمت في قطاع غزة ولم تحقق أي هدف من أهدافها هناك فكيف تواجه إيران؟ .
ثانيا : نقول هل تهتم تل أبيب بأوضاع المنطقة؟ وهل تفكر بأحوالها وانعكاسات الحرب عليها؟ والجواب قطعا لا .
٢. إسرائيل تصدت للهجوم الإيراني : نقول كيف تقولون إن إسرائيل تصدت للهجوم الإيراني وبنفس الوقت تقولون إن ما حصل مسرحية؟
⁠فهل تصدي تل أبيب من ضمن هذه المسرحية أم فقط الهجوم الإيراني مسرحية؟
وكذلك نسأل ونقول هل من المعقول أنّ الصواريخ الفلسطينية واليمنية والعراقية واللبنانية تصل إلى أهدافها داخل الأراضي المحتلة والصواريخ والمسيرات الإيرانية لا تصل لأهدافها؟ وهذه الصواريخ كلها من منشأ واحد هو طهران
والأكثر من ذلك أن روسيا بعضمتها وقدرتها العسكرية استعانت بالصواريخ والمسيرات الإيرانية في حرب أوكرانيا وقد أثبتت هذه المسيرات فاعليتها وقدرتها القتالية العالية .
٣. طهران اخبرت إسرائيل عن ساعة الصفر : لو صدق ما تقولون فمن قال لكم إن إعلان ساعة الصفر هو دليل ضعف للمهاجم؟ بل يكون في بعض الأحيان دليل قوة وثقة عالية بتحقيق النصر ولكم بعض الأدلة والشواهد على ذلك :
أولا : في الحرب الأمريكية ضد العراق ب٢٠٠٣ أعلنت واشنطن عن ساعة الصفر .
ثانيا : في غزو الكويت ب١٩٩٠ أخبر المقبور الكويتيين عن ساعة الصفر .
ثالثا: وفي حرب الخليج ب١٩٩٠ و ١٩٩١ أعلن البيت الأبيض عن تشكيل تحالف دولي وعزمه شن حرب على العراق من أجل تحرير الكويت .
وأوردنا هذه الأمثلة لأن من يهاجم الجمهورية الإسلامية بلسانه هو من هذا الإتجاه والمدافع عنه .
ونتيجة ما ذكرناه هو يعبر عن مصدر قوة لا مصدر ضعف وعلى هذا فالجمهورية الإسلامية اليوم وكل محور المقاومة في موقع قوة وبيدهم زمام المبادرة لا في موقع ضعف .
وأما عن الموقف الأردني بل العار الأردني نكتفي بسؤال واحد وهو لو أنعكس الأمر وقامت إسرائيل بمهاجمة الجمهورية الإسلامية من خلال الأجواء الأردنية هل ستتصدى الأردن للصواريخ والطائرات الإسرائيلية أم تدعها تمر ؟ .