الخميس - 02 مايو 2024

بشجاعة ووضوح السوداني يعبر عن قيم الشعب العراقي و مصالحه..!

منذ أسبوعين

د.هيثم الخزعلي ||

أبرز سمات حديث السيد رئيس وزراء العراق( محمد شياع السوداني) مع الرئيس الأمريكي جو بايدن،هو الشجاعة والوضوح في طرح رؤية الشعب والحكومة العراقية.
السيد السوداني أوضح بأن رغبة العراق ان يتحول من العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة إلى علاقة ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي.
وقال إن حكومتي جادة في تفعيل هذه الاتفاقية، وأن لجنة HCC تنعقد الان للعمل على تفعيل هذه الاتفاقية، مما يعبر عن اصراره على انهاء وجود التحالف الدولي في العراق.
اتفاقية الإطار الاستراتيجي تنص على عدم وجود أي قواعد او قوات عسكرية اجنبية على أرض العراق.

كما أكد على انه جاء للولايات المتحدة بحمل الهم العراقي، ورغبة العراق بالقيام بنهضة اقتصادية وعمرانية وخدمية يستحقها الشعب العراقي العريق والعظيم، وهذا تجسيد لمبدأه المعلن (العراق اولا ).

وقد بين السيد السوداني بأن العراق انتصر على تنظيم داعش ((بتضحيات العراقيين )) اولا، ومعاونة التحالف الدولي، والأصدقاء من خارج التحالف.

وهو بذلك لم يغمط تضحيات( أبناء الفتوى) الذين قدموا التضحيات بالغالي والنفيس، ويرسخ مبدئه الأساسي ( العراق اولا ).
ولم يغمط حق من ساعد العراق وأولهم الجمهورية الإسلامية في إيران، ولم يحصر الفضل بالتحالف الدولي.
وهذا طرح واضح وشجاع يعبر عن رأي المكونات السياسية والشعب العراقي والحكومة العراقية .

كما أكد السيد السوداني على الانتقال إلى الشراكة الاقتصادية والتعاون في الجوانب التي نص عليها اتفاق الإطار الاستراتيجي.
بنفس الوقت وبكل شجاعة تحدث السيد السوداني ان التعاون مع الولايات المتحدة لايعني تخلي العراق عن التزاماته القيمية والإنسانية، وأن هناك تباين وجهات النظر بين العراق والولايات المتحدة في تقييم ما يجري في غزة.
وان العراق يدعو لاحترام أطر القانون الدولي والإنساني ويدعو إلى احترام مبدأ الحماية وعدم استهداف المدنيين كما دعى لانهاء الحرب في غزة التي راح ضحيتها الالاف من الأبرياء من ((الشعب الفلسطيني))..

وذكره الأبرياء من الشعب الفلسطيني يؤكد التزامه بقيم العراق الدينية والإنسانية، وعدم المجاملة في القضايا الأساسية.

كما حذر من صمت المجتمع الدولي عما يجري في غزة، وذكر ان المجتمع البشري بحاجة لنظام دولي يحترم القانون الدولي والقيم الإنسانية.

وفي حال صمت العالم عما يحدث من خروقات للقانون الدولي ، فإن ذلك سيؤو سس إلى ممارسات مماثلة في المستقبل.
ودعى السيد السوداني إلى احترام البعثات الدبلوماسية و خفض التصعيد الحاصل في غرب اسيا، وأن النظام الدولي مدعو لحفظ الأمن والاستقرار في منطقة حساسة من العالم.

اخيرا اقول لغة الجسد وجلسة السيد السوداني وانفتاحه يعبر عن ثقة بالنفس، وأن ليس لديه ما يخفيه في حديثه.
بل كان شجاعا وواضحا… جنان ولسان..

هيثم الخزعلي
١٥-٤-٢٠٢٤