الأربعاء - 01 مايو 2024

دبلوماسيون وعساكر تحدثوا عن حرب غزة..!

منذ أسبوعين

فهد الجبوري ||

مقتطفات من وجهات نظر دبلوماسيين وعسكريين بشأن الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة

* دبلوماسي فرنسي: ٧ اكتوبر هزيمة تهدد وجود إسرائيل

* ضابط أمريكي متقاعد ؛ الابادة الجماعية في غزة نذير شؤم على مستقبل الكوكب

بالرغم من انشغال الرأي العام العالمي منذ حوالي اسبوع بالهجوم الايراني غير المسبوق على اهداف داخل الاراضي الاسرائيلية ردا على القصف الاسرائيلي للقنصلية الايرانية في دمشق ، مازالت شخصيات دبلوماسية وعسكرية تتحدث بصوت عال عن الابادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة والمستمرة منذ اكثر من ٦ أشهر ، والتي ادت حتى الآن الى مقتل حوالي ٣٤ الف فلسطيني معظمهم من الاطفال والنساء ، واصابة عشرات الالاف من المدنيين الفلسطينيين ، وتدمير الممتلكات والمنازل والبنى التحتية ، وتشريد حوالي مليوني فلسطيني من ديارهم ، وهم يواجهون خطر المجاعة والموت في ظل حصار يفرضه جيش الاحتلال.

في هذا السياق ، قال الدبلوماسي الفرنسي جيرار آرو إن حرب غزة ، هي الحرب الاطول في تاريخ إسرائيل ، والأكثر دموية بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين ، وعلى الرغم من دخولها الشهر السابع ، الا انها لم تحقق ايا من أهدافها الأساسية ، كما أنها تهدد وجود دولة إسرائيل ذاتها .

وأوضح السفير السابق في تل ابيب- في كتابه ” إسرائيل فخ التأريخ ” – الذي استعرضته صحيفة لوموند الفرنسية ، أن الجيش الاسرائيلي لم يحقق ايا من اهدافه الأساسية ، لا اطلاق سراح الرهائن ، ولا تدمير حماس عسكريا ، ولا القضاء على قادتها ، ولا ضمان أمن الحدود الجنوبية أو الشمالية .

وخلص الدبلوماسي الفرنسي الى القول ” أن السابع من اكتوبر هو أول هزيمة استراتيجية في تأريخ إسرائيل ، موضحا ” أن هذا الهجوم كسر عقيدة مناعة إسرائيل التي لا تقهر ، ولا نرى كيف يمكن أن تستعيد مصداقيتها ، لأن أساس أمنها هو الذي تداعى ، وبالتالي فقدت قدرتها على الردع ، والدفاع عن سلامة الاراضي التي تقوم عليها ” .

ويقول الصحافي مارك سيمو – في عرضه للكتاب- أن هذه الملاحظة مذهلة ، خاصة أن من قدمها أحد أفضل الخبراء في هذا الموضوع ، وقد قضى حياته المهنية في الخارجية الفرنسية ، وكانت سفارة تل ابيب مهمته الأولى كدبلوماسي شاب ، ثم عاد الى هناك سفيرا عام ٢٠٠٣ ، عندما رأى الرئيس جاك شيراك انه من الضروري تحسين العلاقات الثنائية مع إسرائيل.

ويرى آرو أن اسرائيل مجتمع معقد وديناميكي بقدر ما هو متفجر ، ولكنه ايضا قاس للغاية ، مشيرا بشكل خاص الى عنف المستوطنين في الضفة الغربية وصمت الغربيين ، والى التناقض في المشروع الصهيوني المتمثل في إنشاء دولة يهودية وديمقراطية في الوقت نفسه.

موقع ” ذا نيشن ” الامريكي نشر الاربعاء مقالة للضابط الامريكي المتقاعد ، وبروفيسور التاريخ وليام أستور تساءل فيها ” اذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تدافعان عن القتل الجماعي في غزة ، وتصفانه بأنه أمر ايجابي – بهزيمة حماس – فما الأمل الذي يمكن أن يتشبث به الجنس البشري للنجاة من فناء كوكب الارض ؟ .

ووصف أستور بلاده ( الولايات المتحدة) بأنها مدمنة حروب وقتل وعنف ، ولديها استعداد هائل للمزيد ، مشيرا الى أن الإنفاق الامريكي ” الدفاعي ” يقترب حاليا من تيرليون دولار ، قائلًا ” أنهم – أي الامريكيين- بحاجة الى علاج ليواجهوا إدمانهم ، لكنه يستدرك بالقول ” أن قادتهم لا يرون أي سبب لتغيير أساليبهم عندما يتعلق الأمر بالحرب والاستعداد للصراعات المستقبلية ” .

ورأى الكاتب أن الابادة الجماعية التي تحدث في غزة اليوم قد تنبئ بمستقبل هذا الكوكب ، موضحا أن القوة العظمى الوحيدة في العالم ، التي تعتبر منارة الحرية ، ترفض قرارات مجلس الامن الدولي لوقف القتال باعتبارها ” غير ملزمة ” .

ويوضح الكاتب قائلًا ” أنه في هذا المشهد المروع للإبادة الجماعية في غزة ، تبنى قادة امريكا أسوأ ما في ” ميكافيلي ” ، مفضلين أن يكونوا مخيفين بدلا من أن يكونوا محبوبين ، واضعين السلطة في المقام الأول والمبادئ في المقام الأخير .”