الاثنين - 04 نوفمبر 2024

سيأتي يومك يا نتنياهو بعد أن تلطخت يداك بدماء قادة المقاومة..!

منذ 5 أيام
الاثنين - 04 نوفمبر 2024

أ.د. جاسم يونس الحريري ||

تبنت ((إسرائيل)) سياسة الاغتيالات لتحقيق عدة أهداف تختلف بتنوع الشخصيات المستهدفة، ومن أبرزها:الانتقام وتعزيز الردع عبر إيصال رسالة بأن يدها طويلة يمكن أن تطال أي شخص يعمل ضدها،وأنها لا تنسى ولا تغفر لمن قتل إسرائيليين.رفع الروح المعنوية للإسرائيليين ونكاية في خصومهم، وتعميق شعورهم بأن حكومتهم تدفع عنهم التهديدات، وتنال من كل من يهدد أمنهم.

إضعاف فاعلية فصائل المقاومة عبر وضع القيادات والكوادر الفاعلة تحت ضغط الاستهداف في أي وقت، وهو ما ينعكس على تشديد إجراءاتهم الأمنية مما يقلل عادة من مساحة حركتهم واتصالاتهم، ويحد من فعاليتهم.حرمان المقاومة من الشخصيات الموهوبة التي تمتلك قدرات ومهارات تراكمت بمرور الوقت، ولا يمكن نقلها بسهولة إلى الآخرين.

المراهنة في بعض الحالات على إضعاف الجماعات التي اغتيل قادتها، عبر إيجاد فجوة قد تقود لخلافات داخلية وانقسامات بعد غياب القائد الكاريزمي الذي يلتف الباقون حوله. رفع كلفة الاشتراك في المقاومة ضد الاحتلال بهدف ترهيب المجتمع ودفعه للابتعاد عما يجلب ردود فعل إسرائيلية انتقامية. ويخلص ((رونين بيرغمان)) الصحفي الإسرائيلي بكتابه الموسوعي “قم واقتل أولاً:

التاريخ السري للاغتيالات الإسرائيلية المستهدفة” إلى ((أن سياسة الاغتيالات نجحت في إزالة تهديدات مباشرة محددة لكنها فشلت في توليد حل طويل الأمد لمعضلة الأمن الإسرائيلي، وأثبتت أنها ليست بديلاً عمليًا للمفاوضات والتسوية)).

وتشير تلك العمليات إلى أن صناع القرار الإسرائيليين -الذين يميلون إلى التفكير في المكاسب الآنية قصيرة المدى التي تحققها عمليات الاغتيال دون تأمل السياق الإستراتيجي الأوسع ودروس التاريخ- إلى أن عدالة القضية ووجود حاضنة شعبية للمقاومة يؤديان إلى تحويل القيادات المغتالة إلى رموز للنضال،

كما يدفعان باستمرار إلى تجديد الدماء وعنفوان المقاومة. وفي هذا السياق أكدت رؤية تحليلية نشرتها مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أعدها عدد من أستاذة العلوم السياسية وكبار محللي الشئون الجيوسياسية والعسكرية منهم “دانييل سي كورتزر”، أستاذ الدبلوماسية وحل النزاعات في كلية الشئون العامة والدولية بجامعة “برينستون”، والسفير الأمريكي السابق لدى مصر و((إسرائيل))، و”آرون ديفيد ميلر”، زميل بارز في مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي”،

((أن وفاة السنوار تمنح نتنياهو دفعة سياسية قصيرة الأمد، بينما في المقابل تمثل أكبر محفز لاستمرار حركة حماس وتزايد قوتها، وذلك مرجعه أن حماس لا تزال على قيد الحياة وتقاتل وتطلق الصواريخ التي تصل العمق الإسرائيلي وتحدث خسائر كبيرة في قوات وعتاد الجيش الإسرائيلي)).

من جانب أخر قدمت “أروى دامون” زميلة في ((مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط))في(( المجلس الأطلسي))؛ ورئيسة و((مؤسسة الشبكة الدولية للمساعدات والإغاثة والمساعدة)) (INARA)؛ ومراسلة سابقة لشبكة CNN، رؤية مفادها ((أن وفاة نصر الله لن تؤدي إلى تدهور عمليات الحوثيين، على الرغم من العلاقة الوثيقة التي يتمتع بها حزب الله والحوثيون، وأنه على النقيض من ذلك،

من المرجح أن يستمر الحوثيون في شن هجمات كبرى على إسرائيل والشحن في البحر الأحمر، بدعوى أنهم ينتقمون لمقتل نصر الله)).

وفي أعتراف خطير أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم ((بنيامين نتنياهو)) يوم الاثنين الموافق 28/10/2024في القدسخلال الجلسة الافتتاحية للكنيست الاسرائيلي ب((اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في قصف لمقر إقامته خلال زيارة للعاصمة الإيرانية طهران نهاية يوليو/ تموز 2024 )).

وأردف: “قضينا على (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله و(القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس) محمد الضيف (تنفي حماس استشهاده) و(رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل) هنية”.وهذه هي المرة الأولى التي يقر فيها نتنياهو باغتيال هنية.ونحن نذكر أن قصف المقاومة اللبنانية لمنزل نتنياهو العفن أول الغيث في عمليات المقاومة اللبنانية لاستهداف القادة الاسرائيليين حيث قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تحقيقا أوليا للجيش الإسرائيلي كشف أن الطائرة المسيّرة التي استهدفت منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا من نوع “صياد 107” التي يصعب رصدها واعتراضها.وذكرت القناة الـ12 الخاصة أن التحقيق كشف أيضا عن كون “صياد 107” هي نوع المسيّرة نفسها التي ضربت قاعدة تدريب للواء غولاني في منطقة بنيامينا جنوبي حيفا.

وأضافت القناة أن الحديث يدور عن طائرة مسيرة يصعب رصدها واعتراضها بسبب ارتفاعها وطيرانها، وقالت إن التحقيق الأولي أظهر أنه تم إطلاق 3 طائرات مسيرة في الحادث، وتم اعتراض اثنتين منها وفُقد الاتصال بواحدة أثناء المطاردة.وأشارت إلى أن “صياد 107” هي طائرة مسيرة تكتيكية مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية والهجوم، ويصل مدى طيرانها إلى 100 كلم،

في حين يتراوح طول جناحيها بين 1.5 متر ومترين .وكشفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عبر عدد من الرؤى التحليلية أن سلاح حزب الله الأكثر خطورة الجديد على ((إسرائيل))هو الفرقة “121” المخصصة لملاحقة القيادات الاسرائيلية واولهم المجرم بنيامين نتنياهو ،

لافتة إلى أنه من المتوقع أن يخوض حزب الله حرب تصفيات ضد ((إسرائيل))بتنفيذ سلسلة من العمليات ضد شخصيات إسرائيلية مهمة وذلك خارج مسرح الأحداث في مواقع مختلفة من دول العالم.وفي سياق متصل كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية،

أن مسئؤولين أمنيين رصدوا تفاصيل جديدة حول فرقة حزب الله 121 تؤكد أنها لا تزال نشطة وقادرة على تنفيذ سلسلة من العمليات السرية ضد الشخصيات الاسرائيلية المهمة ومنهم المجرم بنيامين نتنياهو.

بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
[email protected]