الاثنين - 24 مارس 2025

(اليمن..المعادلة الصعبة في مواجهة العدوان..!

الاثنين - 24 مارس 2025

محمد علي اللوزي ||

 

تبقى اليمن المعادلة الصعبة في الشرق الاوسط، لارتباطها الوثيق مع القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الأورو امريكي الشرس، الذي يستهدف طمس فلسطين كوجود تاريخي منذ الازل بحكم موقعها الجغرافي اولا، وإيمانها العميق بفلسطين كوجود حضاري تاريخي ثانيا،وبما يرمز إليه من عناوين دينية وموقع اطماع القوى الصليبية الغربية عبر امتداد التاريخ ثالثا.

اليمن في هذا المنحى تدرك جيدا فحوى ومغزى التآمر الدولي الكبير على هذه المنطقة، في محاولة استلابها وجودها واخضاعها للاطماع الصهيو أورو امريكية، عبر الكيان الصهيوني الطاريء، الذي استطاع ان يتغلغل في جسد الامة ويوجد شروخات كبيرة تمكنه من اللعب على اوراق عدة للقضاء المبرم على فلسطين كوجود وهوية،

ومعه البترو دولار العربي الذي قدم نفسه كمتعهد للدخلاء في خلخلة نسيج هذه الامة، وانكار فلسطين كقضية، واحقية اسرائيل الطارئة في اقامة دولتها وتمكينها من قيادة دول المنطقة، وما يستتبع ذلك من تبعية عمياء للصهيونية العالمية، وترجيح كفة الميزان للأمبريالية العالمية في مواجهة الشرق.

او ليس الوطن العربي هو قلب الشرق الاوسط، واينما يميل فإنه يرجح الكفة لصالح من يميل إليه. والبترودولار ارتبط ارتباطا وثيقا بالغرب، وجعل لامريكا قوة حضور راسمالي كبير.. فلولا دول البترودولار وارتباطها الوثيق مع امريكا وبيعها النفط العربي بالدولار الاخضر، لما كان لأمريكا كل هذه الهيمنة وهذا الصلف في امتهان حقوق الاوطان والشعوب، والبقاء كدولة راعية للأرهاب، وحامية للنازية الصهيونية، وصولا الى مستوى ان لاتكون هناك جغرافيا إسمها فلسطين،

ولقد كادت أن تنطمس ويتعالى صوت المطبعين والخونة، الذين نرى بقاياهم على السوشل ميديا، وفي قنوات العار الصهيوعربية، وفي المنتديات والمحافل الدولية.

لقد استطاع طوفان الاقصى أن يعجن كل هذه المؤامرات، وأن يغير معادلات شرق اوسطية وعالمية، وان يفتح مسارا نضاليا مقدسا يقيم وزنا للمقاومة، ويعرقل مسار التطبيع، ويفتح أفقا واسعا لوجود فلسطيني ومقاومة شريفة لاتقبل بغير الحق، ولا يمكنها أن تتنازل عن كرامة وشرف الامة، وأن تنجز مهامها التاريخية الكبرى في الانتصار لغزة بدلالتها الوجودية وبماقدمته من نموذج ناصع في لملمة الصف الاسلامي. لتفشل رهانات المطبعين الذين ارادوها حربا سنية شيعية، بدلا من كونها حربا بين فسطاطين هما الحق والباطل. بين التاريخ كهوية، والطاريء كوجود عارض زائل، بين قيم إنسانية، وقوى شريرة نازية.

هكذا طوفان الأقصى فعل أرادوي صنع معجزات أذهل الغرب كله، وكشف زيف ادعائه بحقوق الانسان، لنرى الجماهير في كل بلدان العالم تندد بالغرب كمنتهك للحقوق والحريات، وللصهيونية كنازية وجدت من رحم النازية الالمانية، وتمثلتها وسارت العن منها في الدمار والقتل والتشريد وصناعة (الهلوكست والابارتايد).

لتكشف عن الطغاة الجدد ومن يتساوق معهم من عرب سوائم، يمنون انفسهم بالدعة والرخاء لوان يهوديا نازيا انتصر. غير أن معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس)، خربشة كل مخططات الأعداء واعتلت قوى إيمانية موقعها الذي يجب أن تكون فيه من البطولةوالتضحية والفداء. اليمن ومعه محور المقاومة كان ومايزال الانضج في فهم ابعاد المؤامرة الاورو امريكية والصهيو خليجية.

لذلك اشتغل على جبهات القتال واعد من القوة ما أذهل الغرب الامبريالي وفي مقدمته امريكا التي رأت نفسها عاجزة عن مواجهة اليمن المقاوم بكل قوتها البحرية من مدمرات وحاملات طائرات غربية وتحالف اورو امريكي ارعن عجز عن تحقيق شيء ولو بسيط في مواجهة القوات اليمنية.

يقابل هذا في الجانب الآخر المقاومة في غزة والضفة ولبنان والعراق.

محاور عدة لهدف واحد، ألانتصار لغزة وفك الحصار عنها، وتثبيت نصر طوفان الاقصى لقادم يجيء حتما، لفعل مقاوم إضافي ينجز (الفتح الموعود والجهاد المقدس). ضمن هذا البعد الاستراتيجي تقدم اليمن بقيادتها الأيمانية ممثلة في السيد (عبد الملك بدر الدين الحوثي) رضوان الله عليه ما يزلزل الأعداء ويوقع بهم الهزائم، وينكس راية الاستكبار العالمي،

ويقض مضاجع الطغاة، ويحطم البرواز الكبير لأمريكا الاستعلائية المهيمنة. وقد سقط فعلا. وإلا مالذي يسوق امريكا ومعها اسرائيل لتقديم شكوى لمجلس الامن ولاول مرة في التاريخ.؟! كماهي اول مرة تقصف (تل ابيب) في العمق بالصواريخ الفرط صوتية الساحقة المدمرة.

ما الذي يجعل امريكا تندب حظها في البحر، وتتحول اساطيلها وقواعدها الى عبء عليها ومجرد قوى وهمية تجبرها على إعادة حساباتها في مسألة العسكرتارية الامريكية واعتبارها من التاريخ، امام فشلها في مواجهة القوات المسلحة اليمنية؟!

امريكا اليوم تقر وتعترف ان بحريتها اصبحت من الماضي وعليها ان تفكر جيدا في بديل يخرجها من ورطتها كدولة اعجز من ان تكون قوة بحرية ضاربة.

لقد استطاعت اليمن ان تثبت بالتجربة وخيارات المقاومة وعمقها الإيماني ورؤيتها لتحولات الواقع وأفاق المستقبل. أن تصنع غدا جديدا وفتحا مبينا وانتصار يمحق كل مخططات المؤامرة الغربية والصهيو عربية. وتعيد المجد والتاريخ البهي لمعنى حركة التحرر النضالية.

اليمن اسقطت فعلا هيبة امريكا ومعها الكيان الصهيوني الذي حاصرته واجبرته على دفع الثمن غاليا عسكريا وسياسيا واقتصاديا، ليغرق في مشروعه التدميري اللااخلاقي.

وإذا فإن اليمن في مواجهتها القوية والفاعلة للغرب والصهيونية شكلت الحارس الامين والقوي والصادق والإيماني، في إبقاء جذوة النصر متقدة.

لقد ادركت أمريكا والكيان الصهيوني معضلة باب المندب اليمني واهمية اليمن كموقع استراتيجي وهزيمتها امام الفعل المقاوم وعلى وجه الخصوص مع اليمن. فسعت الى اتجاهات اخرى علها تكسب الرهان للفوز بوأد القضية الفلسطينة عند القضاء على المقاومة في غزة.

وطرحت في هذا المنحى جملة من المغريات امام القيادة الإيمانية، ظنا منها أنها قدتغريها بالكف عن مناصرة غزة ليتفرد بها العدو، ومن ثم يعبث بفلسطين كهوية ووجود وتاريخ ومعهه خونة العرب.

العائق الكبير هنا هو اليمن الذي أبى ان يخضع لاي مغرى مهما كان مقابل الكف عن نصرة الاقصى وغزة. وحدها القيادة الربانية ممثلة في السيد القائد عبد الملك (بدر الدين الحوثي) من ادرك البعد الخطير الذي يحاول الغرب كله اقصاء اليمن كمعادلة صعبة من المقاومة ليتمكن الصهيو امريكي من القضاء على المقاومة بكل سهولة حين تكف المقاومة في اليمن من حصار الكيان الصهيوني وتهديد وجوده.

يسهل على الغرب الامبريالي ان يوقع في المقاومة الهزيمة او هكذا يخيل له. بمجرد تحييد المقاومة في اليمن. لادراكه ان مكمن الخطر في مواجهة تحديات القادم، فيما لو انهى معركته مع المقاومة في غزة تتمثل بقوة وفاعلية في اليمن الذي يقدر بلاشك في تحويل الحرب من بينية مع المقاومة، الى حرب شاملة لاتبقي ولاتذر عند اول منعطف خطير تتعرض له المقاومة،

وإذا فلا بترول، ولا مضائق بحار مفتوحة، ولامنشآت اقتصادية، ولا قواعد امر يكية، ولا مطارات، اوحركة سفن وموانيء.

كل شيء سيطاله الخراب وقابل للأنهيار.

اليمن هي الوجود الحقيقي والكبير لغزة وفلسطين والمقاومة.

البعد الاستراتيجي الكبير الذي تمثله اليمن موقعا جغرافيا وقوة عسكرية ضاربة. تجعل كل دول البترودولار ومكتسباتها رهائن. فلسطين او الدمار. هذا مايخشاه الغرب وفطن اليه وادركه بكل ابعاده السياسية والاقتصاديةوالعسكرية، السيد القائد (عبد الملك بدر الدين الحوثي) حفظه الله. من هنا تأتي اليمن قوة فاعلة وخطيرة وقادرة على تحقيق النصر الإيماني،

كـ (فتح موعود وجهادمقدس). من هنا ايضا تراهن المقاومة في استمرارية مواجهة العدوان على الجبهات في الداخل المحتل وجنوب لبنان وفي العراق، وهي تكتسب زخم قوتها من سندها ودعمها وشد عودها في مواجهة الطغيان من اليمن، من القيادة المؤمنة صادقة الوعد والعهد التي جعلت العدو يسقط من حساباته كل مخططاته،

من المغريات المالية والجغراسياسية والتمكين من دولة كاملة السيادة الى المدمرات والبوارج وحاملات الطائرات والشبح B2 وما الى ذلك من القوة الغاشمة. لتجفل كل هذه الرهانات امام قوة الإيمان بعدالة القضية والانتصار للإنسان الرافض للعبودية والخنوع. هو إذا نضال تحرري بقالب إيماني