بين ثنايا الخبر..!
✍ماجد الشويلي ||
2025/2/5
🔻الخبر
ترامب وقع على ما سماه توجيها “صارما للغاية” لاستئناف حملة “الضغط الأقصى”
على ايران ، لكنه وصف القرار بأنه صعب للغاية، وقال إنه كان مترددا بشأن اتخاذ هذه الخطوة.
🔻التحليل
ترامب لشدة ولعه بالصفقات السياسية وانغماسه بالارباح التجارية اصبح شأنه شأن رأس المال الذي يصفه الاقتصاديون بالجبان.
نعم هكذا يقولون ((إن رأس المال جبان)) وهذا ما بدا عليه عند توقيعه لمذكرة العقوبات الجديدة على ايران، والتي لم يأمر بتطبيقها الى الآن بانتظار ردة الفعل الايرانية طبعا .
سياسة الضغط الاقصى التي انتهجها ترامب) في ولايته الاولى تُعد إحدى الاستراتيجيات الأكثر ضررا على مصالح الدول الغربية ، لخشية هذه الدول
من الرد الايراني على الضغوطات الاقتصادية باستهداف حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة ، نظرا لما تمتلكه من خيارات موجعة للغرب الذي يعاني من تبعات الازمة الاوكرانية .
لذا فان ترامب يدرك صعوبة حشده الدعم الدولي لتنفيذ هكذا ستراتيجية ، فخلال ولايته الأولى واجه معارضة كبيرة من حلفائه الأوروبيين، وتعرض لانتقادات لاذعة بشأن قراره الانسحاب من الاتفاق النوويز
هو يدرك أن من دون الدعم الأوروبي في هذه العقوبات يقع العبء الأكبر على الولايات ومدى قدرتها الضغط على الصين،
وبكل الاحوال يبقى التساؤل الحقيقي قائما ومتعلقا بما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة بالفعل لمواجهة الصين بخصوص دعمها لإيران أم لا ؟ ،
فبدون هذه القدرة ستسفر الضغوط القصوى حتما عن نتائج محدودة.
لذا يمكن القول أن ترامب لديه خشية مزدوجة
الاولى ؛ تتمثل بخشيته من اندكاك الاقتصاد الصيني والايراني ببعضهما البعض اكثر
وان تدفعهما العقوبات الامريكية لترسيخ ستراتيجية اقتصادية موحدة تنعكس آثارها في منظمة (بريكس)
أما الخشية الثانية ؛ فهي متعلقة بالموقف الاوربي ومدى قدرته على حملهم للانصياع له بدفع رسوم مضاعفة واستيراد النفط والغاز الامريكي.
واخيرا هناك نقطة جوهرية تتعلق بالموقف الايراني من الحصار النفطي ، فقد سبق لايران وان صرحت على لسان كبار مسؤوليها
(أن من يفكر بحرمان ايران من حقها بتصدير النفط عليه أن يعلم بأن الجميع سيحرمون منه) في اشارة لتحكمها بمضيق هرمز وقدرتها على التحكم غير المباشر بمضيق باب المندب .
نعم اذا جد الجد لا يستبعد ذلك كما لا تستبعد الخيارات الاخرى بكل اصنافها..!