Show اعلامي امريكي يقومون به لحلب الأكراد قبل المركز..!
ضياء المحسن ||
الكثير من المحللين السياسيين يروجون لفكرة حضوة الأكراد لدى الأمريكان، وحضوة العرب السنة لدى دول الخليج، الامر الذي يتيح لهم التحرك ضد الشيعة العرب والاكراد على حد سواء ، وينسى هؤلاء أن السياسة ليست لديها مبادئ ثابتة، فهي دائما تبحث عن مصالح دولها عند هذا الطرف أو ذاك بغض النظر عن قربه أو بعده عن مبادئها المعلنة.
أسوق هذه المقدمة للدخول في موضوع الضغط الأمريكي على الحكومة المركزية فيما يتعلق بما يسمى حقوق الأكراد، تظهر تصريحات لبعض المسؤولين الامريكان لكن هذه التصريحات لا تعدو أن تكون مجرد Show اعلامي يقومون به لحلب الأكراد قبل المركز، باعتبار أن هؤلاء يمثلون لوبي كردي داخل الإدارة الأمريكية،
كما أن تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي لم تقترب حتى من محاكاة ما يتحدث به هؤلاء المسؤولون، لسبب بسيط جدا يتمثل في انشغال دونالد ترامب بإيجاد حل للورطة التي أوقع نفسه فيها والمتمثلة في حزمة الضرائب التي فرضها على عدد من الدول، ناهيك عن مطالبته بضم قناة بنما ومناطق أخرى، الأمر الذي ارتد سلبا على الولايات بدلا من أن تخضع له تلك الدول، لأن كل دولة من هذه الدول تعرف جيدا عناصر القوة التي تملكها وتستطيع التأثير على الاقتصاد الامريكي،
إلا العرب فهم لا يعرفون جيدا عناصر القوة التي يملكونها، لأن منطق الخنوع والخضوع للولايات المتحدة الأمريكية حاضر في أذهانهم قبل أن يكون حاضرا في ذهن الرئيس الأمريكي الحالي،
واذا ما أسقطنا كلامنا هذا على من يتولى السلطة في العراق في جميع مرافقها، نجد أنهم لا يملكون من مصطلح السياسي إلا رسم هذا المصطلح، فهم لم ولن ولا يمكن أن يكونوا سياسيين، ذلك لأن السياسة كما قلت في البداية هي فن الممكن، وهم لا يعرفون كيف يجرون حديث سياسي واحد إلا مع وجود من يلقنهم، وبمناسبة الحديث عن هؤلاء الذين يقومون بتلقين الكلام للسياسيين فهؤلاء مجرد أبواق ليس إلا.
تمتلك دول الخليج أموال طائلة تسخرها لتطويع الشعوب العربية مهما كان الثمن، ولكي تصل إلى هذا الهدف فهي تقوم بتوظيف عدد من الشخصيات وتلميع صورتها وتسويقها على أنها قادرة على استرداد حقوق المكون السني من الشيعة الذين لا يفقهون شيء إلا اللطم على الصدور والتطبير،
لذلك نجد أنها تنفق الأموال الطائلة في محاولة منها للحصول على موطئ قدم لها في العراق، المشكلة هنا أن بعض النواب الشيعة يتماشون مع هذا المسار لغاية ليس في نفس يعقوب،
لأن يعقوب عليه السلام كانت غايته ان يحفظ أولاده من الحسد، أما بعض النواب الشيعة فغايتهم الحصول على فتات ترميه لهم هذه الدولة الخليجية أو تلك، والشواهد كثيرة يمكن الاطلاع عليها على اليوتيوب.
في النهاية اريد ان اقول بأن من يفكر بأن ترامب أو دول الخليج العربي يمكن أن تغير المعادلة في العراق فهو واهم، لأن للبيت رب يحميه