الاثنين - 28 ابريل 2025
منذ ساعة واحدة
الاثنين - 28 ابريل 2025

محمد صادق الحسيني ||

.باتت هذه الكلمة تستخدم بكثرة جعلتنا ننسى معناها، وننسى ما المراد منها*.

كلمة الهيمنة معناه هو التحكم، وهو ليس تحكما لطيفا، مثل تحكم الوالدين في أبنائهم الصغار، تحكم لمصلحة هؤلاء الأبناء، ولا هو تحكم دولة ديمقراطية في مواطنيها، بطرق قانونية وسلمية..

الهيمنة المقصودة هو التحكم في كل العالم، وكل الدول، وكل الشعوب، بما فيه دولنا، وسياساتنا، وإقتصادنا، وثرواتنا ونفطنا، وعملتنا، ورجالنا، ونسائنا، وأطفالنا، ومستقبلنا، ومستقبل أولادنا..

ليس تحكما لطيفا وديمقراطيا وبطرق سلمية، ولكن بكل عنف ووحشية وجبروت وإستخدام كل القوات الجبرية والعسكرية والجيوش، وحتى القنابل النووية، كما حصل مع اليابان، ويوشك أن يحصل مع روسيا والصين.

الهيمنة يراد بها السيطرة التامة، ثم النهب المطلق، حتى تجفيف كل عروقنا من دمائنا القانية، وعروق إقتصاديات بلادنا من كل الثروات.

من كثرة إستخدام هذه الكلمة، من قبل العدو والصديق، والذكي والغبي، ومن دون أي تورية، صرنا لا نحس المهانة، ولا الخطر، ولا الإحساس إلى أين يراد بنا، صرنا كقطيع من الأغنام للذبح، تساق إلى المسلخ، بكل رضاها وإنقياد!

ولا نحس أن هذه الهيمنة لا تجوز قانونا، ولا إخلاقا (دينا)، وهي ضد كل الشرائع البشرية، وأن هناك قوانين دولية، ومنظمات دولية، وإننا نعيش في عصور حديثة، ولا نعيش في عصور الظلام والإقطاعية والعبودية، ولا يجب أن يحكمنا قانون الغاب، وقانون القوي الذي يفعل بنا ودولنا ما يشاء، من إعتداءات وإغتصابات وقتل وسرقات ونهب، ومن غير حساب أو عواقب.

بتنا عندما نسمع أن نظام الولايات المتحدة، أو أي دولة غريبة، لها مصالح، أو تريد الهيمنة على طرق التجارة، أو البحار، أو النفط، أو الغاز، أو أية ثروات طبيعية، أو أراضي دول، أو ضم قناة بنما، أو القطب الشمالي، أو دولة كندا، أو أراضي غرينلاند، وو، نحس أن هذا طبيعي، ولها كل الحق في ذلك.
وبتنا نحس أن هذا لا ضرر منه، ولا فيه نهب ثروات الشعوب، وقتلها ودمارها بالطائرات والقنابل، وإرجاعها إلى العصور الحجرية، كما هو حاصل الآن في غزة أو جنوب لبنان أو سوريا، والدور الآن على إيران وباكستان، وتدميرهما.

وبتنا نظن أن هيمنة الولايات المتحدة على الصين والصناعات فيها وتقدمها العلمي والهندسي والطبي والفضائي، سيكون بمنافسة شريفة، وليس بالقضاء عليها بحاملات الطائرات، والقنابل الثقيلة، والحروب النووية، وبطرق غير عادلة، وبكل فجائية، وغدر وخيانة ومكر ووحشية.

بتنا نعتقد إن قوة (هيمنة) الدولار، وربط عملتنا به، والسماح لهم بالتحكم في أسعار النفط والأوبك والأممم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وتغيير مناهجنا الدراسية وو هو حق للقوي، وهو تصرف سليم لا بأس به، بأي شكل من الأشكال..
كم بتنا مخدرين وغافلين ومتحكم فينا فكريا، بفضل الإعلام الغربي.
كم بتنا مخوَفين وجبناء ومستسلمين للأقوياء، وظانين أن السلامة كل السلامة، في السكوت، والقبول، لكل هذا التحكمات والهيمنات للقوي علينا..

نظن أن السلامة في إلقاء السلاح، ولا نعرف أن كل من يغفل، أو يجعل نفسه غافلا، أو يقبل بشروط الأقوياء الحبابرة، فإن هذا يؤدي إلى تأخرنا ودمارنا وبالتالي في موتنا المحقق والأكيد، كما حصل في صبرا وشاتيلا وبحر البقر ودير ياسين وقانا والأندلس وكشمير وناجازاكي وهيروشيما ومانيلا وسايجون وو.