صمود اليمن ونهوض غزة: انتصار محور المقاومة في وجه أميركا وإسرائيل..!
د. محسن العكيلي ||
المتحدث باسم حركة الجهاد والبناء
بينما تواصل الولايات المتحدة ومعها الكيان الصهيوني عدوانهما على شعوب المنطقة، تسطّر قوى المقاومة صفحة جديدة من الصمود والانتصار، عنوانها “اليمن وغزة”. الإعلام الأميركي نفسه، وعلى لسان مسؤولين رسميين، بدأ يعترف بما حاول طمسه طويلًا: الحرب على اليمن كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأُسقطت خلالها سبع مسيّرات، وغرقت مقاتلتان، وتكبدت خسائر فادحة في الذخائر والصواريخ.
في مواجهة بطولية نادرة، فرض أنصار الله معادلة ردع جديدة. لم تعد البوارج الأميركية في مأمن في البحر الأحمر، ولم يعد المجال الجوي خاليًا لمسيّراتهم. القيادة الأميركية، كما صرّحت مؤخرًا، كانت تبحث عن “مخرج آمن” من الحملة ضد اليمن، بعدما فشلت في تحقيق أيّ هدف استراتيجي، لا سيما أن المسيّرات التي كانت تُرسل لتقييم نتائج الضربات الجوية، كان اليمنيون يسقطونها تباعًا، مما جعل “قياس النجاح” أمرًا مستحيلًا.
لكن الهزيمة الأميركية في اليمن لم تكن عسكرية فقط، بل استراتيجية أيضًا، فقد دفعت واشنطن نحو فكّ الارتباط العملياتي مع الكيان الصهيوني في ساحة اليمن، وهو تراجع معلن ومهين من أحد أهم مسارح المواجهة. اليوم، تسعى واشنطن إلى صفقة بوساطة عمانية مع صنعاء، تتعهد فيها الأخيرة بعدم استهداف السفن والبوارج الأميركية، مقابل تهدئة من الجانب الأميركي.
هذا التراجع الأميركي ليس إلا ثمرة لصمود اليمن وانتصار محور المقاومة، ورسالة واضحة لكل من يراهن على تفوق واشنطن وحلفائها في المنطقة.
وفي السياق نفسه، ما تزال غزة تقاتل، وما تزال بنادق المجاهدين فيها تُصوّب نحو جنود الاحتلال. أخبار مقتل جنود من جيش العدو داخل غزة دليل قاطع على أن الكيان الصهيوني لم يحقق نصرًا، بل غرق في مستنقع لا يعرف كيف يخرج منه. الغارات والقصف والتدمير لم تكسر إرادة غزة، بل زادت من بأسها.
إن من يظن أن “إسرائيل” قد انتصرت في هذه الحرب، فهو واهم. فالكيان الصهيوني، ومعه الولايات المتحدة، في حالة من الإنهاك المتصاعد، بينما محور المقاومة في أوج عطائه، يحقق الانتصارات في أكثر من ساحة، من اليمن إلى غزة.
ما يجري اليوم هو تحول تاريخي في ميزان القوة. ما كانت تُسمى “الحروب الأميركية النظيفة” أصبحت مكلفة ومذلة. وما كان يُروّج له عن “الجيش الذي لا يُقهر”، أصبح مكشوفًا ومتخبطًا أمام ضربات المجاهدين.
ختامًا، انتصار اليمن ليس إلا صفحة من كتاب الانتصار الكبير لمحور المقاومة. وها هي غزة تكتب الصفحة الأخرى. والأيام القادمة حبلى بمفاجآت أكبر… لمن يصبر ويقاوم.