🔴 من زنزانات القمع إلى فضاء الحرية: لا لعودة الطغيان..!
الحسين الشمري ||
2025/6/9
في زمن الظلام، حين كانت الكلمة تُعد جريمة، والفكر يُحاكم بالإعدام، وُجدت زنزانات لا تتجاوز الثلاثة أمتار مربعة، تُحشر فيها أجساد أربعين إنسانًا، بعضهم علماء، وبعضهم طلاب علم، وبعضهم فقط من أبناء مذهب أو قومية لا ترضى عنها السلطة.
في إحدى تلك الزنزانات الرطبة، وداخل جدران من صمت الموت والخوف، جلس السيد محمد سعيد الحكيم (رضوان الله عليه) ومعه آلاف السجناء السياسيين الإسلاميين .
كانت الزنزانة صغيرة، خانقة، مع مرحاض مكشوف تنبعث منه روائح لا تطاق، ولم يكن فيها مكان للنوم أو الجلوس، فكانوا يتناوبون الوقوف والانحناء، حفاظًا على أجسادهم من الانهيار.
كان السيد المرجع الحكيم يعاني من المرض في تلك اللحظات، ومع ذلك لم يشتكِ، بل ظلّ يرفع معنويات رفاقه بالدعاء، ويرتل القرآن، ويُذكّرهم بأن الصبر طريق الأنبياء.
هذه ليست قصة من كتب التاريخ، بل هي حقيقة عاشها رجالٌ نعرفهم، وجيلٌ ما زال بعضه بيننا، شاهدًا على أهوال الطغيان. كان ذنبهم الوحيد أنهم أبناء الطائفة الشيعية، أو أنهم علماء لا يسيرون خلف رغبات الدكتاتور، أو أنهم يحملون فكرًا حرًا، لا يعرف الانبطاح.
لقد كانت تلك الزنزانات شاهدًا على مأساة الطائفة الشيعية، والقومية الكردية الفيلية، وكل صوت حر، ممن تعرضوا للسجن، التعذيب، والإعدام الجماعي. كانت تلك الحقبة تجسد غياب القانون، وانهيار الكرامة، وانتصار البطش.
📖📌أما اليوم، فإننا نعيش في زمنٍ تختلف فيه المعادلة:
نُعبّر، ننتقد، نحتج، ونكتب… دون أن نجد أنفسنا في تلك الزنازين الضيقة، أو تحت تهديد المقابر الجماعية.
قد لا يكون الحاضر مثاليًا، لكنه ليس جحيم الماضي.
لكن الخطر الحقيقي لا يزال قائمًا: حين نغفل، حين نضعف، حين نستسلم لدعوات العودة لحكم الفرد، أو لتمجيد الدكتاتور بحجة الأمن، فإننا نهيئ الطريق مجددًا للظلام.
—
🔻 وسائل إجرام نظام البعث من أجل بقاء سلطته:
1. الإعدامات الجماعية في الساحات والسجون والمقابر السرية.
2. تهجير الشيعة والكرد الفيليين وسحب جنسياتهم.
3. استخدام السلاح الكيميائي في حلبچة وضد القرى الكردية.
4. منع الحريات الفكرية والدينية وإغلاق الحوزات والمدارس.
5. عسكرة المجتمع، وتقديس الحاكم، وتصفية كل من يخالفه.
6. إنشاء أجهزة أمنية ومخابراتية ترهب الناس وتلاحقهم حتى في بيوتهم.
7. تجهيل المجتمع، وقمع الإعلام، وتحريف التاريخ.
—
🔻 أبرز سلبيات النظام البائد:
1. غياب العدالة والدستور الحقيقي.
2. تركيز كل السلطات بيد شخص واحد.
3. إشعال حروب خارجية وداخلية دمرت البلاد.
4. قمع التنوع العراقي وملاحقة المكونات غير المرضي عنها.
5. تدمير التعليم وتهجير الكفاءات العلمية.
6. تجويع الشعب وحرمانه، مقابل الترف داخل القصور الرئاسية.
7. قمع المرأة، وإقصاء الشباب، واحتكار القرار.
—
🔻 محاولات إعادة إنتاج البعث بمسميات جديدة:
1. الترويج لشخصيات بعثية بوجوه جديدة وأسماء بديلة.
2. مهاجمة الحشد الشعبي، واستهداف رموزه بشكل منهجي.
3. تضليل الشارع عبر إعلام يُركّز فقط على سلبيات الشيعة.
4. الدعوة إلى نظام مركزي يهمّش الكرد والسنّة المعتدلين.
5. محاولات اختراق الساحة السياسية وإفراغها من القوى الوطنية.
6. تسويق خطاب “رجل قوي” يعيد الأمن، على حساب الحريات.
—
🔻 مخطط تهميش المكوّن الشيعي الأكبر انتخابيًا:
1. حملات إعلامية لربط الشيعة فقط بالفساد والتقصير.
2. تصدير الإحباط واليأس لثني الناخبين عن التصويت.
3. تصوير الوضع وكأن المشاركة الانتخابية بلا فائدة.
4. تغييب إنجازات وتضحيات هذا المكوّن طوال السنوات الماضية.
5. دعم قوى ترفع شعار “المدنية” وتخفي خلفها مشروعًا ديكتاتوريًا.
—
🔻 الحل: ثورة انتخابية شعبية
1. عدم ترك الساحة الانتخابية فارغة للمتربصين.
2. إعادة تقويم التجربة، واختيار الأفضل من أبناء المكون الشيعي.
3. دعم القيادات الوطنية المتجددة والبعيدة عن الفساد.
4. المشاركة الواسعة في الانتخابات، لا الانسحاب منها.
5. حماية التجربة الديمقراطية من اختطاف بقايا النظام السابق.
6. الحفاظ على التنوع والتداول السلمي للسلطة.
—
🔴 الخلاصة:
قد لا يكون الحاضر مثاليًا، لكنه ليس جحيم الماضي.
الخطر الحقيقي يكمن في الغفلة، وفي تمجيد الطاغية، وفي التنازل عن الحقوق بحجة الأمن.
فلنحفظ دماء الشهداء، وصبر العلماء، ووجع الأمهات، وتجربة الزنزانات التي أذلت خيرة أبناء العراق.
ولنقلها بصوت واحد:
لا لعودة الطغيان، لا لحكم الحديد والنار، نعم للحرية، نعم للكرامة، نعم لصوت الإنسان.
نعم للثورة الانتخابية، نعم للمشاركة، نعم لحماية العراق من جديد.