الانتخابات واستحقاقات التغيير الاقليمي في الشرق الاوسط الجديد.. بالمختصر..!
المحلل السياسي حسين الجنابي ||
مما لا شك فيه ان الخارطة السياسية ما بعد طوفان الاقصى ليست كما قبله ، فميدان دول المنطقة (بابعاده السياسية والاقتصادية والامنية ) شهد ما لم تشهده المنطقة من 100 سنة وفي الصورة الجوية لهذه الدول بدا واضحاً تصاعد غبار التغيير بهدوء وان كان في بعض الاحيان يكون عاصفاً ، فما يظهر في العلن هو ومضات بسيطة مقارنة بخطورة ما يحصل في الخفاء ما يفوق طاقة تحمل الدول المعنية والتي سيحين دورها جميعاً تباعاً بعد انتهاء دور كل منهم في تخريب مستوى الاصغر منها وحسب مستوياته ودوره.
لا اريد الخوض في التفاصيل فهي كثيرة والعراق جزء من كل فكل الدول ضمن دائرة ولادة نظام شرق اوسط جديد، والعراق امام تحديات و فرص ذهبية ان احسن استثمارها والا فسيواجه سيناريو التغيير الخشن.
الفرص- بدأت تتشكل منظومة اقتصادية في المنطقة وظيفتها السيطرة على اقتصادياتها عبر الاستثمار في امكانيات وقدرات دول المنطقة بقيادة السعودية حيث تبين هذا الدور بعد زيارة الرئيس الامريكي ترامب اليها وبتراتبية محددة وواضحة فالامارات تأتي ثانياً وقطر تأتي ثالثاً.
حيث يراد من العراق ان ينخرط في التشكيل الاقتصادي الجديد وان يأخذ دوراً بحسب حجمه وامكانياته وان يلتزم بواجباته والتزاماته تجاه هذا التكتل الاقتصادي وهنا تأتي اهمية العقلية التي تدير وتحدد مسارات الحكومة ومدى عمق فهمها تجاه هذا التشكل الاقتصادي الكبير الذي سيقود المنطقة بسياسات اقتصادية بحتة تدعمها نشاطات امنية نوعية تزيح العقبات التي تواجه الولادة الجديدة، فأذا وعت القيادة العراقية بكل مسمياتها واتخذت قرارات جريئة واوجدت طريقها وسط هذا الزحام فسيكون التغيير ناعماً.
التحديات – اما اذا تقاطعت مصالح وفواعل هذه القيادة السياسية بسبب ضغوطات معينة فأنها ستجر البلاد الى نشاط ميداني ساخن يفوق امكانياتها لتتحول الفرص الى ازمة وتحدي يزداد تعقيداً فخيوط اللعبة تدار بأيادي متعددة التوجهات وستستثمر في هذا الصراع بهدف ايجاد ضغوطات تواجه الضغوطات الدولية وفي النهاية التغيير ثابت لا محالة ومهما تكون النتائج فأنها مرهونة بمخرجات الحوار الايراني الامريكي فنحن امام خيارين اما ان تجرى الانتخابات ولا يتم الاعتراف بها او تأجيلها لما بعد إنتهاء العمليات العسكرية الاقليمية.