الثلاثاء - 10 يونيو 2025

هل يستغل الأعراب الفرصة التي قدمتها لهم إيران؟!

الثلاثاء - 10 يونيو 2025

عبد الجبار الغراب ||

 

 

 

مفاوضات وحوارات عديدة، وخيارات واقتراحات كثيرة، وجهات نظر متبادلة، وأفكار عديدة ومتبانية، ووساطات لتقريب وجهات الاختلاف ولتقليص فجوة الخلافات؛ هكذا سارت المفاوضات التي جرت بين الأمريكان وإيران حول برنامج ايران النووي، لتصل مختلف النقاشات الى عديد من النقاط التي كان لمعظم هوامشها يتطلب دراستها بهدوء وتأني وبالتالي الرد عليها بشفافيه و بوضوح،

ومع عديد الحوار وتبادل الكثير من الآراء ظهرت أقوى الأوراق التي شكلت مكاسب لأغلب الأطراف البعيدة حاليًا عن صراع المفاوضات إذا ما تم استغلالها بشكل صادق وبثقة مطلقة، فما يطلبه الأمريكان لإرضاء الصهاينة هو تفكيك البرنامج النووي الإيراني بصورة كاملة والتي وضعت لها إيران عديد الأوراق منها الموافقة مقابل تعطيل وإنهاء كل المفاعلات النووية للكيان الإسرائيلي.

خطوة جديرة بالاهتمام ولها ملايين الحسابات الكبيرة، والتي من الواحب والضروري الإصطفاف الكامل معها خصوصًا من دول المنطقة وعلى وجه الخصوص الدول العربية عندما كان للعرض الإيراني الأخير وضعه لإنهاء وتحطيم المنشآت الإسرائيلية النووية بابًا ومدخل لانهاء وتفكيك برنامجها النووي بوضعها لكامل منشآت الأسلحة النووية الإسرائيلية ضمن إطار التفكيك حتى تقبل بتفكيك منشآتها النووية،

فقد شكل الحصول الإيراني على وثائق خطيرة وبكميات كبيرة عن كل ما يتعلق بالتسليح الإسرائيلي النووي ومخططاتة في المنطقة كشفها الفعال لمخاطر بقاء الكيان بالجوار العربي، وما يعد إليه من خطط مستقبلية لها تاثيراتها الكبيرة على الدول العربية، جاعلآ من السلاح النووي الحاجة الماسة لتنفيذ كل مخططاته.

وفق الإحصائيات والأرقام التقديرية بأن الكيان الإسرائيلي يمتلك بحدود 200 راس حربي نووي، وقدرات نووية كبيرة وأسلحة ذات قدرة فتاكة، والمفاعلات النووية الإسرائيلية تشكل خطر على المنطقة برمتها، وهنا قد تكون الفرصة متاحة للضغط الإقليمي والعربي والإسلامي للإستفادة مما وضعته إيران من حلول لمنع إنتشار ووجود السلاح النووي في المنطقة بما فية إنهاء والقضاء على السلاح النووي الإسرائيلي،

وهذه فرصة ذهبية هل تستغلها الدول العربية وذهابهم في إتجاه المسار الإيراني الذي جعل من إنهاء السلاح النووي الإسرائيلي باب لإنهاء مشكلة الملف النووي الإيراني..

أين العرب من كل ما يحدث من أجل استغلاله ووضعة ضمن سياق واضح ينهي إمتلاك الكيان الإسرائيلي لأسلحة الدمار الشامل، والتي هدد باستخدام القنبلة الذرية أكثر من مسؤول إسرائيلي، فما قاله وزير ما يسمي بالتراث الإسرائيلي بأن عليهم ضرب غزة بقنبلة ذرية، وما ذكره عضو الكونجرس الأمريكي بأن على الكيان إنهاء حربة في غزة بالقاء قنبلة ذرية عليها؛

وهذا ما هو إلا دليل كامل على الإصرار العربي لتجريد الكيان من الأسلحة النووية وأخذهم للموقف الإيراني منفذ وطريق لإخلاء المنطقة من السلاح النووي، وهو ما يتطلب الوحدة والتكاتف والإصطفاف الكامل لتحقيق هذا الأمل بالقضاء على الانتشار والتوسع النووي.

المفاوضات النووية بين إيران والأمريكان دخلت شهرها الثاني وصولا لتقديم الأمريكان مقترح للحل والذي كان خالي حتى من رفع العقوبات الإيرانية،

لتشير كل المؤشرات الدالة والواضحة لمساعي الصهاينة المرتفعة لضرب المنشآت النووية الإيرانية في ظل حالة الضغوطات الأمريكية التي تمارسها على إيران لفرض المزيد من العقوبات لمنعها الكامل من التخصيب لليورانيوم بنسبة معينة على الأراضي الإيرانية من اجل احتياجاتها الحياتية والتي خسرت عليها مئات المليارات من الدولارات وعلماء وباحثين إيرانيين كانت للإغتيالات الصهيونية اسلوبها الشيطاني لعرقلة التطور والبناء للشعب الإيراني.

تطورات متسارعة ظهرت فكان لتصريح رئيس الوكاله الدولية للطاقة الذرية بأنه لا يمكن للضربات العسكرية تدمير المنشآت النووية الإيرانية لوجودها على عمق اكثر من 900 ميل تحت الارض ومهمة القضاء عليها مستحيل للغاية، و حصول إيران على ألاف الوثائق السرية من داخل الكيان الإسرائيلي تتعلق بمنشأته النووية والتلويح الإيراني بأن أي اعتداءات عسكرية على منشآتها النووية سوف يكون له السبب في تغير عقيدتها النووية لإنتاج سلاح نووي،

بالاضافة الى إمتلاكها للصواريخ القادرة على تحطيم مفاعلات الاحتلال النووية وكل مواقعه العسكرية، هذا كله عكر من مزاجية إمكانية اللجوء إلى التصعيد الكبير، ووضع الجميع ضمن العديد من الحسابات التي يجب دراستها قبل إتخاذ اي خطوات قادمة قد تكون لها نتائجها السلبية كامل المنطقة.