الخميس - 02 مايو 2024
منذ 4 سنوات
الخميس - 02 مايو 2024


حيدر الرماحي||

مع انتهاء زيارة الاربعين في هذا العام وانقضاء موسم ورحلة العشق الحسيني بما حملت من ابعاد وتغذية روحية ومعنوية لدى كل من شارك او ساند او عاش هذه المسيرة، واخص بذلك الشعب الطيب العراقي بكل صنوفه ومكوناته شبابه وكهوله رجاله ونسائه، فضلا عن محبي اهل البيت عامة، من الحق ان نثير اهتمام الجميع ونوجه انظارنا نحو البعد الاخر من معطيات الشعائر الحسينية والزيارة الاربعينية.
بلا شك ان كل مساعينا واعمالنا خلال شهري محرم وصفر نريد ان تكون اعمالنا مقبولة بقول تام ومرضي عند الحسين وال محمد صلى الله عليهم وسلم.
اذن فلابد لنا ان نصلح انفسنا وان تنعكس آثار الاربعين وآثار الشعائر الحسينية على سلوكنا بشكل عام ولو نسبيا فلا يمكن ان ينقضي هذا الموسم دون ان نغير من واقعنا الخاص والعام وعلى المستوى الاسري والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي وعلى جميع الاصعدة، ولابد لكل فرد منا اليوم ان يجلس مع نفسه يراجعها ويعرف كيف كانت وكيف يجب ان تكون، ووفق خط الامام الحسين(ع) ومبادئه التي خطها لنا وللانسانية.
فكيف يمكن ان تظهر اثار المبادئ الحسينية الثورة على الباطل ورفض الظلم واصلاح المجتمع والامة والموقف السياسي الموافق لرؤية الدين بدون مهادنة.
هذه السلوكيات و المبادئ ازتي تنعكس على مصير الامة السياسي والاجتماعي وغيرها الكثير على المستوى الشخصي لابد ان نلمس اثارها في حياتنا ولو نسبيا بعد نهاية كل موسم حسيني..
وهنا لابد من السياسي ان يلتفت اين يضع قدمه مع من وكيف يجب ان يحسّن ادائه في صالح وخدمة الامة وكيف يجب ان يكون صادق مع نفسه وشعبه؟
وهكذا الحاكم كيف يرسم طريق الحرية لرعيته..؟
وشيخ العشيرة كيف عليه ان يلتزم بمادئ الحسين (ع) ويلتزم العدل في احكامه بين ابناء عشيرته؟
ورجل الدين كيف يطبق اوامر الله في الارض وينهى عن المنكر ويامر بالمعروف ويكون القدوة الحسنة؟
المعلم والتدريسي كيف يؤدي واجبه في رعاية طلابه وارشادهم وتطوير قدراتهم العلمية؟
الاب والام كيف. يربوا ابناءا صالحين يسيرون على خطى الحسين(ع)
وهنا تاتي كل جوانب الحياة التي يجب ان نستفيد من وحي الامام الحسين ونجعله القدوة الحسنة عندئذ ستنفتح لنا العديد من الافاق وسنفوز بالتسديد الالهي لادارة شؤوننا وشؤون الامة التي نرعاها او نعيش ضمنها.
ومالم نستفيد من ذلك فاننا لم نكن منصفين مع انفسنا ولا مع قضية الامام الحسين التي قدم روحه من اجلها ومن اجل ان يوصل الاسلام المحمدي الاصيل بتضحياته لنا.