الخميس - 02 مايو 2024
منذ سنة واحدة
الخميس - 02 مايو 2024


الشيخ محمد الربيعي ||


القرآن الكريم يتعرض الى قضية هامة جدا في نجاح الدولة وهي تواجد القيادة الاقتصادية على شرط ليس قيادة ذات علمية اقتصادية فحسب ، بل قيادة تمتلك العلم والكيفية التي تبوب ذلك العلم ليجعل من صاحبة ذات براعة و ابداع في ادارة ذلك النوع من التخصص . ..
محل الشاهد :
النبي يوسف عليه السلام تعرض القران لذكره في عدة جوانب منها جانب براعة قيادته الاقتصادية ان نبي الله يوسف عليه السلام .. قيادة اقتصادية بارعة…
لقد عانى يوسف عليه السلام في حياته كثيرًا ..وابتلي ابتلاءات عظيمة ..فمن ظلم الأخوة وإلقائه في البئر ..إلى العبودية في قصر العزيز .. ثم آخرها السجن ظلما وعدوانا لسنين ..
لكن الفرج جاء بعد هذه المحن – كعادة سنة الله .. يأتي التمكين بعد البلاء والشدة – ، فتأويله لرؤيا الملك وصلت به للحكم والسلطة ، حتى قال له الملك ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ) يوسف ( 54 ) .
إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف عليه السلام لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة في ظل وضع اقتصادي استثنائي
استثمر يوسف عليه السلام هذه الفرصة خير استثمار – فمن صفات القائد اغتنام الفرص – و رأى أنه الأولى والأصلح لهذا المنصب ،فعرض نفسه قائلا :
( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) ( 55 ) .
فبالرغم من أن الدولة أو المملكة مقبلة على وضع اقتصادي صعب .. وأزمة مالية عاصفة ، إلا أنه كان واثقاً من قدرته على القيام بحسن إدارة الاقتصاد ، معللاً ذلك بركيزتين اثنتين :
( حفيظ ) : وهي تعني – من ضمن ما تعني – : أمانة ونزاهة في المحافظة على المقدرات والموارد والمخزون الاستراتيجي للمملكة ..
( عليم ) : معرفة بكل ما يحتاج إليه التدبير الصحيح للإنتاج والاستثمار الفاعل لثروات الدولة المالية ..
إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف عليه السلام لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة في ظل وضع اقتصادي استثنائي، والتصرف فيه بما يحفظ على الدولة ثرواتها وخيراتها ..مع توجيه إتقانه وإحسانه لخدمة رسالته التي حمل أعباءها ، ولنهضة الأمة التي ملك ناصيتها ..
وهذا ما جعل القرآن يعبر بقوله ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء..) ( 56 )
فالله يمكن لعباده ويسخر لهم الأرض ويطوعها لهم ، إن هم اتقوه وأحسنوا ، وأخذوا بسنن القوة والقيادة ، وعرفوا كيف يعمرون الكون بما لا يصادم القوانين فيه ..
اذن على قادة الدول ان يستفيدوا من القران الكريم ، في الاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب كما يقال . ..
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق وشعبه


ــــــــــــــ