السبت - 27 ابريل 2024
منذ 8 أشهر

 

عبدالملك سام ||

 

هلموا، واسرعوا الخطى؛ فنحن اليوم سنجلس مع أشخاص غير عاديين.. من هم؟ هذا سؤال مباشر، ولكن أجابته بعكس السؤال لا يمكن أن تكون مباشرة وواضحة إلا لو سمحنا لعقولنا أن تتخيل وتحلل، لذا أمنحوني أنتباهكم قليلا..

من قال أن الإنسان مجموع من الخير والشر؟! ما اعرفه أن الإنسان ليس عصير (فخفخينا) بل هو كائن نقي عندما يولد، ثم أن خياراته هي ما تجعله كائنا خيرا أم شريرا.. التفاحة التي نصفها طيب ونصفها فاسد تفسد في بأكملها في النهاية، فلا تسمحوا لإعتقاد كهذا أن يخدعكم.

من سنتحدث عنهم اليوم هم من نوعية الفساد المطلق؛ فمن كان يمتهن الكذب لا يمكن بحال أن يكون شخصا طيبا ولو قليلا، والأمر المزعج في هؤلاء هو أنهم لا يرضون أن يظلوا لوحدهم، بل يسعون لإفساد الآخرين بشكل مهووس، وهذا ما يجعلهم خداما مفضلين لدى المفسدين..

نحن نتحدث عن “الذباب الألكتروني”، خدام العدوان الذين نذروا أنفسهم وأقلامهم للباطل، فاحترفوا الكذب في مقابل ما يرمى لهم من فضلات موائد المجرمين، ولم يؤمنوا بالله كرازق كريم، ولم يخافوا منه كمنتقم جبار! ولا يهمهم لو سرق اللصوص ثروات البلاد ورموا لهم بعد ذلك كسرة منها، فالمهم – كما قلنا – ألا يكونوا وحدهم من يقبل أحذية اللصوص، ولذلك فهم على أستعداد أن يخدموا الطاغوت بالمجان، ويكرهون أن يروا الناس الشرفاء.

بعضنا يسمع كلامهم ثم يقول أنا في حيرة من أمري، فبعض كلامهم فيه القليل من المنطق، وما يقولونه يمكن أن نأخذ منه الحق ونترك الباطل.. والسؤال هنا: هل نحن مسلمون؟ هل منا من يعتقد أنه أكثر حكمة من الله؟ فعندما يأمرنا الله لما فيه الخير ويأمرنا بألا نقعد معهم، ويبين لنا نفسياتهم وما هم عليه من الكذب والخبث، فلا يمكن أن نكون محتارين أبدا.

هم عندما يبدون أستيائهم من الأوضاع عندنا فذلك لا يعني أنهم يريدون لنا الخير؛ فلو كانوا يريدون الخير لنا لضغطوا على حكومتهم لتوافق على بند صرف المرتبات، أو لكانوا أعترضوا على أسلوب الحصار القاتل الذي تنتهجه دول العدوان ضد كل الشعب، أو على الأقل لرفضوا طباعة العملة بدون غطاء لأن هذا يضر بالجميع! ما يريده هؤلاء حقا هو أن نكون معهم تحت أقدام الأعداء دون مقابل، وأن نكون أذلة مثلهم حتى لا يشعروا بالذل وحدهم.

ما اعرفه هو أننا في حرب، وفي الحروب كل شيء متوقع طالما والخصم ليس لديه دين أو قيم أو أخلاق، وهم لا يملكون إلا الكذب الذي هو دليل أنهم الطرف الأضعف وإلا لما كانوا مضطرين للكذب، وما نراه أن اوضاعهم ليست كما يدعون، بل أنها أسواء منا في مناحي كثيرة رغم أننا الطرف الذي يتعرض لهجوم شرس وبأقذر الأدوات! فليكذبوا أذن حتى تنفجر أوداجهم وتكل ألسنتهم.

فما رأيكم بعد هذا الكلام؟ هل نذهب لنجلس معهم؟ أم أنكم لا تريدون ذلك؟! أغلق باب الشر من بدايته، فيكفي أن هؤلاء في صف أحقر الكائنات على وجه الأرض، وأن الطريق الذي يسلكونه نهايته الخزي والعار وجهنم، ولنكن كما عرفونا دوما ذوو بأس شديد، فيكفينا أن كل ما عانيناه وسنعانيه لن يكون جزءا بسيطا مما حل وسيحل بهم، بل يكفينا أن الله لن يخزينا معهم، والعاقبة للمتقين.