الاثنين - 20 مايو 2024

الوتر السادس – كيف أبقيه مكتوماً ؟؟

منذ أسبوع واحد

علي عنبر السعدي ||

– هل أنا ذلك حقاً ؟-
– حمار جحا ؟؟أم داحس قيس ؟؟
“ايها الاستاذ الرسول لايوجد أجمل منك بزماني الذي اعيشه، بأحياء الحقائق،، كان لك وجودان وجود هناك بأكد وبابل وسومر واشور.. ويد هنا… تحياتي ايها الاستاذ الرسول…”
رسالة وصلتني من صديق على الواتساب ، تعقيباً على ما يتابعه من مقالاتي ، ليضرب على الوتر السادس .
داخل روحي ،قيثارة بستة أوتار ،أعزف على خمسة منها ،مايلائم روحي – تارة قصة أو اقصوصة أو خاطرة أو قصيدة ،وتارة دراسات فكرية ومقالات سياسية أو نقدية أدبية ،وطوراً بحوثاً تغوص في عمق الانسان والتاريخ والحضارة اعماراً ودماراً .
حاولت جاهداً أن يكون العزف متجانساً منسجماً ،يعبّر عن مخزون معرفي ليس بالقصير ،وعملت بدأب على تنقيته مما يعلق به من شوائب الحياة .
لم أنظر الى نفسي خارج حدودها ،ولا أفكر كثيراً ان كان ما أكتبه يرضي أناس أو يغضب آخرين ،ومن ثم استطيع القول اني والى حدّ ما ،زحزحت مكاناً ،نبتت فيه جذور كتاباتي وأورقت ،فوجدت لها حيزاً وسط غابات كثيفة وصراعات شرسة .
لم أهتف لزعيم أو حزب درجة تقديسه والذوبان فيه ، ولم اناصب أحداً العداء المطلق ، ومافعلته كان يتمحور بالتصدي لمن ارتكبوا المجازر وحرضوا على الكراهية ونشروا الاكاذيب الحاقدة وزيفوا التاريخ لغايات سياسية او اثارة عنصريات ،حيث رأيت في مواجهة هؤلاء ،انصافاً لما اعتقد انه الحقيقة ،وبشواهد وأدلة يمكن البناء عليها ويثبتها واقع الحياة ذاتها .
في كل هذا ، بقي الوتر السادس ساكناً ،فهو الوتر الذي يعزف نغمة الغرور وعشق الذات ،بمنحها أكثر مما فيها ،والباسها اثواباً فضفاضة عليها .
تصلني بين حين وآخر ،تعليقات ورسائل من النوع اعلاه – بل وأكثر- لا أنكر انها تمتد الى الوتر السادس ،لتضرب عليه بقوة ،وتجعلني اتساءل :هل أنا كذلك حقاً ؟؟
ماذا لو كنت مثل حمار جحا كما في الحكاية ،وضع فيه الدلاّل من الصفات ،ماجعل جحا نفسه ، يعيد شراءه .؟؟؟
أم أنا (داحس ) حصان قيس بن زهيرالعبسي ، لم يستطيعوا ايقافه ،الا بضربه على عينيه ؟؟؟
بعد ما أدري – بكيفكم ؟؟؟