الخميس - 21 نوفمبر 2024

قرن من تأمر الاعلام الخليجي على الأمة الإسلامية والعربية..!

منذ 55 دقيقة
الخميس - 21 نوفمبر 2024

د. عامر الربيعي ||

رئيس مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية العربية الاوربية في باريس

يعيش العالم اليوم مأساة كبيرة ، تترجم بالدم والألم واغتيال للأخلاق والقيم والقوانين الدولية في غرب اسيا وتحديدا في فلسطين الابية ولبنان الشامخ.

وقبلها العراق وسوريا واليمن وليبيا… ليس ببعيد ، والعدو واحد على يد أقبح خلق الله [ امريكا والصهيوامبريالية وانتاجهم الجيوسياسي المسمى باسرائيل ].

يطرح يوميا إعلاميوا الخليج بانبهار ادوار كل من[امريكا والصين وقطر] او [ السعودية ] او [الإمارات] والكيان الصهيوني… من خلال عيون الاعلام الامريكي ، فما هو وجه الربط بين هذه الممالك والحلف الصهيوامبريالي .

على سبيل المثال ، ترى اعجاب اعلاميو الخليج بالصحفي بوب وود خريج جامعة يال الامريكية، او هنري كسينجر او بريجنسكي،او صامويل هنتكتون… ،من المؤكد كان هولاء يتحركون ضمن استراتيجية تضمن استقرار موازين القوى لصالح النيوليبرالية،

فهم جنودها الأوفياء، وبأجمعهم ، وخاصة كل من بوب وود وهنري كسينجر كانوا على دراية تامة ، من ان تنامي الصين المستقبلي لا تستطيع امريكا مواجهته او الوقوف كحائط صد يمنعه من التنامي.

وبالتالي فان خط مفكروا واعلاميوا امريكا ومنهم بوب وود و هنري كسينجر لا يعدون عن كونهم احد جنود وأدوات البعد القومي الامريكي ومؤسسته الفكرية المحركة لإعادة ترتيب المصالح الامريكية على حساب الجغرافيا السياسية لدول العالم .

اما ان نغفل كينونة ووضع قطر اوالإمارات والسعودية الحقيقي في ظل هذه المعادلات الدولية الشائكة، نلاحظ ازدواجية وضبابية ونفاق يمارس باجحاف بحق العروبة والاسلام ، قبل ان يكون بحق انفسهم ودولهم .

ثم اننا لا نستطيع أن نلغي حقيقة ان هذه الممالك تتربع على اراضيها القواعد الامريكية تعمل لصالح موازين القوى الصهيوامبريالية، وبناء المدن المتعددة الجنسيات ،التي تحوي اعداد هائلة من المجندين والمرتزقة، ناهيك عن المجنسين ، وهذا بحد ذاته تهديد ديمغرافي مستقبلي لهم.

ولا تستطيع أن تلغي حقيقة ان معظم دول الخليج بما فيها قطر والإمارات والكويت هي احد نقاط الارتكاز التي يقف عليها البعد القومي الامريكي في غرب اسيا وتمدد اطماعه ، وما دور هؤلاء في الوساطة الدولية بين الحلفاء عند أي معضلة في غرب آسيا ، الا ضمن هذا الاطار، وخاصة على سبيل المثال ، ما يخص القضية الفلسطينية اليوم ومطالبات امريكا لقطر باغلاق مكاتب حماس، فموقفهم لم ولن يرقى عروبيا وحجم الدم المراق في فلسطين.

فلا يملكون مبادرة الضغط عند الاخلال بميزان العدالة الدولي ليمارسوه على الطرف الصهيوامبريالي، وإنما الانكفاء تحت منظور شكلي،واعلام تسويقي فاشل لا يملك لا ارادة ولا هدف يخدم قضايا الأمة.