الإنتخابات القادمة الى أين؟!
إياد الإمارة ||
مقدمتان:
الأولى: كنتُ لا أتمنى أن يغيب التيار الصدري عن المُـشاركة في الإنتخابات القادمة ..
مشاركة التيار الصدري في الإنتخابات ضرورية جداً.
الثانية:
الإختيارات الشيعية السياسية العراقية، لم تكن موفقة منذُ مدة ليست قصيرة، بدأت بالسيد العبادي ولم تنتهِ بالسيد محمد شياع السوداني.
وبعد: يَـحق للسيد محمد شياع السوداني أن يترشح لدورة حكومية ثانية، ويحق له تأسيس كتلته السياسية والبرلمانية، هذا حقه الطبيعي، وليس لأحد أن يحرمه هذا الحق ..
ومن حقنا أن نبدي رأينا حول هذا الموضوع بصراحة تامة.
إختيار السيد محمد شياع السوداني لدورة حكومية ثانية قد يحمل عدة مخاطر محتملة على الأصعدة:
١- السياسية.
٢- والإدارية.
٣- والاقتصادية.
٤- والاجتماعية.
ومن أبرز هذه المخاطر:
أولاً: مخاطر تركيز السلطة والسياسية
إذ قد يؤدي إعادة تنصيب شخصية مُـكررة، إلى ترسيخ مراكز القوة في يد فرد أو جماعة، مما يُـقلل من التعددية السياسية ويضعف الرقابة الداخلية والضوابط الديمقراطية ..
إمكانية ظهور توجهات مركزية على حساب مشاركة الأطراف السياسية المختلفة، ما قد يزيد من حدة التنافس والصراعات بين الفرقاء السياسيين.
ثانياً: مخاطر الاستمرارية الإدارية والتجديد
الاستمرار بنفس الشخص لفترتين متتاليتين قد يعوق إدخال الأفكار والتجديد في الإدارة، إذ قد تظل السياسات متأثرة بالخبرات والأساليب السابقة، دون التجديد اللازم لمواجهة التحديات الجديدة.
واحتمال تراكم الخبرات والسلوكيات الإدارية التي قد تكون أقل شفافية أو أكثر عرضة للفساد أو المحسوبية في ظل غياب آليات تجديد واضحة.
ثالثاً: مخاطر اقتصادية وإدارية
قد تؤثر القرارات الاقتصادية والإدارية المتخذة في الدورة السابقة على فعالية الإدارة الجديدة، خصوصاً في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة وتذبذب أسعار النفط وغيرها من الموارد الأساسية.
وجود توجهات لإعادة توزيع الموارد والإيرادات قد يصاحبها نزاعات داخلية حول العدالة في التوزيع وتأثير ذلك على مشروعات التنمية والخدمات العامة.
رابعاً: مخاطر اجتماعية وأمنية
إمكانية زيادة التوترات بين مختلف فئات المجتمع، إذا شعر البعض بالتهميش أو عدم تحقيق العدالة في توزيع السلطة والموارد.
قد تؤدي مثل هذه الخطوات إلى احتجاجات أو إستياء شعبي، خاصة إذا لم تُـرافقها إصلاحات شاملة “حقيقية” تضمن مشاركة مجتمعية أوسع وشفافية في آليات الحكم.
خامساً: مخاطر على مسيرة الإصلاح السياسي
“ماذا تحقق من الإصلاح في برنامج السيد السوداني الحكومي؟”
في حال لم يصاحب تنصيب السيد محمد شياع السوداني تغييرات هيكلية وإصلاحات حقيقية، فقد يُـنظر إلى ذلك على أنه استمرار لنهج قديم لا يلبي تطلعات المواطنين نحو حكومة أكثر شفافية وتنافسية، تحقق آمال المواطنين وتطلعاتهم.
إحتمال تأخير، أو عرقلة العمليات الإصلاحية المهمة التي تهدف إلى تعزيز دور المؤسسات الديمقراطية وفصل السلطات، وملاحقة الفاسدين ومحاسبتهم.
باختصار، تنصيب السيد السوداني لدورة حكومية ثانية قد يفضي إلى تحديات تتعلق بتركيز السلطة، واستمرارية نمط الإدارة السابق، دون التجديد المطلوب، مما يستدعي ضرورة وضع آليات رقابية وإصلاحية لضمان تحقيق مصلحة الوطن والمواطن.
٢٨ آذار ٢٠٢٥
تابعونا على قناة التلگرام الخاصة
https://t.me/kitabatsbeed