الاثنين - 13 مايو 2024

العدو العنصري يدنس كنيسة القيامة بعد تدنيس المسجد الأقصى

منذ سنتين
الاثنين - 13 مايو 2024


عدنان علامه *||

*عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

*عمد قتلة الأنبياء عبر التاريخ إلى التآمر على السيد المسيح عليه السلام؛ وعمد أحفادهم صباح هذا اليوم إلى تدنيس كنيسة القيامة والدخول إليها بقوة السلاح أثناء إحتفال مسيحيو فلسطين والعالم بسبت النور تمهيدًا للإحتفال بعيد الفصح.*
*وتعتبر هذة الخطوة تجسيدًا لعنصرية الحركة الصهيونية العالمية التي تنفذ مشروع تهويد القدس بكاملها غير آبهة بمكانة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في ضمير المسلمين والمسيحيين في اقطار المعمورة. فقد خرقت الحركة لصهيونية العالمية قرار ما يسمى بالمحكمة العليا والذي نص على “عدم وضع قيود على الوصول إلى كنيسة القيامة”. ولكن قوات الإحتلال العنصرية عمدت إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة؛ ودنست كنيسة القيامة وأعتدت على الراهبات والرهبان والقسيسين والمسيحين الذي حضروا َن مختلف اصقاع العالم للإحتفال بأكبر أعيادهم.*
*فتدنيس كنيسة القيامة والتضييق على المصلين ليس وليد الصدفة أبدًا؛ فقد تعمّدوا ذلك بعد ردود الفعل الدولية الخجولة جدًا على إقتحام المسجد الأقصى، وتدنيسه الممنهج من قبل قوات الإحتلال وقطعان المستوطنين منذ مطلع شهر رمضان الكريم. وقد إبتدعوا هذا العام خرافة جديدة؛ فهم يزعمون زورًا وبهتانًا بأن معبد الهيكل موجود تحت المسجد الأقصى، وعليهم تقديم القرابين في المذبح الموجود في الهيكل المزعوم.*
*ونتيجة لتزامن عيدي الفصح عند المسيحيين واليهود وددت تقديم بعض المعلومات التاريخية عن هذين العيدين مع الإشارة بأن الحركة الصهيونية تبتدع الخرافات والاضاليل لتبرر إقتحام قطعان المستوطين وبحماية قوات الإحتلال باحات المسجد الأقصى وتدنيسها*
فحسب سفري التكوين والخروج، والتفسير اليهودي التقليدي لهما، *كان بنو إسرائيل عبيدًا للمصريين فتمردوا على الفراعنة وذهبوا إلى سيناء لمدة 40 سنة* حتى استقروا في بلاد كنعان. خلال ترحالهم في بادية سيناء أنزل الرب على موسى وبني إسرائيل وصاياه وجعلهم شعبا موحدا. فلذلك يعزو كثير من اليهود *أهمية وطنية إلى عيد الفصح إلى جانب أهميته الدينية ويعتبرونه عيد الحرية أو عيد نشوء الشعب اليهودي*.
*وعيد الفصح أحد أعياد اليهود والمسيحيين مع اختلاف الرمزية والدلالة والمواعيد بينهما. إذ يرمز عند اليهود لخروجهم من مصر، أما في المسيحية فيرمز لآلام السيد المسيح وما لقيه من أذى قبل أن يرفعه الله إليه. وارتبط عيد الفصح لدى اليهود بخروجهم من مصر برفقة نبي الله موسى عليه السلام.*
*وفي القرن الرابع الميلادي أمر الإمبراطور الروماني فلافيوس قسطنطين الذي حكم بين 306 و337 بالاحتفال بعيد الفصح المسيحي في الأحد الموالي للرابع عشر من آذار القمري، لكنه ربطه بالتقويم الشمسي وجعله في الحادي والعشرين مارس /آذار بداية فصل الربيع.*
*ونتيجة لهذا القرار انفصل المسيحيون عن اليهود في الاحتفال بعيد الفصح، كما تفاوتت الكنائس المسيحية لاحقا في تحديدها للعيد، وأصبح نطاقه الزمني محصورا بين 22 مارس/آذار و25أبريل/نيسان لدى الكنائس الغربية المعتمدة للتقويم الغريغوري وبين 4 أبريل/نيسان و8 مايو/أيار لدى الكنائس الشرقية.*
*بعد هذه اللمحة الموجزة لتاريخ عيد الفصح؛ أعود الى أن المطران عطا الله توقع هذه الممارسات العنصرية التي ذَبلغت ذروتها اليوم. وإليكم التفاصيل حسب المصدر التالي:-*
*الناصرة – “القدس العربي”:*
*12 أبريل/نيسان 2022*
*قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إن المسيحيين يصومون في هذه الأيام استعدادا لاستقبال أسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد. والاحتفالات الرئيسية بهذه المناسبة تكون في كنيسة القيامة في القدس القديمة، مرجحا أن تقوم سلطات الاحتلال بممارسة تقييداتها المعهودة بحق المصلين في هذه الأيام وخاصة يوم سبت النور العظيم المقدس، داعيا إياهم لعدم الإذعان لها.*
*وأضاف أن ما يتعرض له المسلمون من مضايقات ومن استفزازات لدى توجههم الى المسجد الأقصى هي الاستفزازات والمضايقات ذاتها التي يتعرض لها المسيحيون المتوجهون الى كنيسة القيامة احتفاء بعيد القيامة المقدس. وذكّر بأن كنيسة القيامة في القدس تعتبر من أهم المعالم الدينية المسيحية في العالم وهي القبلة الأولى والوحيدة للمسيحيين لأنها حاضنة القبر المقدس، والقيامة في إيماننا هي ركن أساسي من أركان عقيدتنا. وتابع: “أن يُحرم المسيحيون من الوصول الى كنيسة القيامة إنما هذه انتهاكات خطيرة ومضايقات استفزازية مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا. حرية العبادة والوصول الى الأماكن المقدسة هي من الحقوق المبدئية التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان”.*
*وقال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في يوم “سبت النور” بأننا نرفض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى ونرفض وبشكل قاطع وواضح الاستفزازات الخطيرة التي تمارس بحق المسلمين هناك.وفي الوقت ذاته نحذر من خطورة ما يخطط للاوقاف المسيحية وللاعياد المسيحية بما في ذلك عيد القيامة حيث هنالك تقييدات غير مسبوقة . القدس كلها مستهدفة ومستباحة ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق؛ فكما يستهدفون المسلمين في مقدساتهم واعيادهم، هكذا ايضا المسيحيون مستهدفون في مقدساتهم واعيادهم. لذلك وجب علينا جميعا ان نكون معا وسويا موحدين وفي خندق واحد كعائلة فلسطينية واحدة لان وحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به. نرفض سياسات الاحتلال واستهدافها للاوقاف المسيحية وللاعياد الدينية المسيحية والتي بلغت ذروتها اليوم سبت النور وعيد القيامة المجيد ، كما اننا نرفض الاستفزازات الخطيرة في الأقصى وهي رسائل تهديد ووعيد لكافة المقدسيين. وردنا عليها اننا باقون في مدينتنا متشبثون بحقوقنا وانتماءنا لهذه البقعة المقدسة من العالم.*
*ووجه المطران عطا الله حنا نداءً إلى كل المراجع الدينية قائلَا لها: “لا تتركوا القدس لوحدها”.*
*ولا بد من الإشادة بقناة الميادين التي فتح الهواء لتغطية الإحتفالات بسبت النور وتوثيق ممارسات القوات الصهيونية؛ والتنويه بالجهد والمثابرة لمراسلتها الشجاعة لتوثيقها إعتداءات قوات الإحتلال العنصرية بمنع الآف الحجاج المسيحيين الفلسطينيين والعرب وحتى الأجانب من الإحتفال بأكبر أعيادهم.*
*ويبدو أن القوات الصهيونية تتصرف بعنجهية واستكبار وعنصرية للتخلص من عقدة النقص والعبودية طوال سنوات التيه (40 سنة) ليفرضوا على الجميع بالقوة والقهر بأنهم أسياد هذا العالم وليسوا عبيدًا؟؟؟!!!*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*23/04/2022*