الثلاثاء - 30 ابريل 2024

يوم القدس العالمي وموعد الرد..!

منذ 4 أسابيع

عدنان جواد ||

الجميع يعلم ان يوم القدس العالمي، هو يوم حدده الامام الخميني(قدس)، وهو اخر جمعة من شهر رمضان، تخرج الملايين في ايران وبعض الدول الاسلامية والعربية تندد بالاحتلال الصهيوني، وان القدس لابد وان تعود حرة من قبضة الاحتلال، ولكن بعض العرب من العملاء والمشككين، بان يوم القدس مجرد شعارات وتجمعات ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع، ولا ايران ولا اذرعها سوف تقصف اسرائيل، وان هناك اتفاق بين ايران والولايات المتحدة الامريكية واسرائيل في الخفاء ضد العرب!، وان العدو الاول للعرب هو ايران وليس اسرائيل وتحت هذه الدعاية تم دعم داعش لإضعاف هذا المحور، وبعد دخول الجيش الاسرائيلي لغزة وقتل النساء والاطفال بعشرات الالاف وتدمير البنى التحتية بل مدن بكامله تم تدميرها، يتبجح البعض بان ايران دفعت بحماس للمحرقة وان حماس ارهابية حالها حال المنظمات الارهابية، وخلف هذا الطرح حكومات دول واعلام ضخم غربي وعربي، ومع الاسف لازال بعض المغفلين من الشعوب العربية تصدق هذه الاكاذيب الواضحة، خصوصاً وان ايران واذرعتها ووكلائها وتوابعها كما يصفونهم هم من يتصدى للكيان الصهيوني ومن يدعمه كما تشهدها جبهة اليمن وسوريا ولبنان والعراق، ورغم ان ايران وجميع محور المقاومة يتعرض للحصار والعقوبات الدولية للتضيق على الجانب الاقتصادي والتجويع للشعوب التي تحتضن المجاهدين ، وهي لو ارادت اقامة علاقات صداقة مع اسرائيل لحصلت على كل شيء ولرفع الحصار عنها ولجرت الدول العربية والغربية للاستثمار فيها ودعمها وفي جميع المجالات، ولكن عقيدتها تفرض عليها الوقوف مع المظلوم والحق مهما كانت التحديات،
وما نراه في غزة من تجويع وقتل هو لإجبار الشعب الغزي بالقبول باي اتفاق مع اسرائيل، وما يطرح من مخططات بإدخال جيش عربي واختيار قيادة لغزة من غير حماس، مواليه لإسرائيل، وانشاء ميناء في غزة، مقابل ذلك اعمارها وفتح المعابر وتقديم المساعدات، لكن مثل هذه الاطروحات هل يمكن قبولها من قبل الشعب الفلسطيني، الذي لم يرى ومنذ 75 عام لا يعرف من الصهاينة غير القتل والسجن والجوع وانه لا يحترم لا قانون دولي ولا حقوق انسان، فهي تخرق القوانين الدولية وتستخدم القوة العسكرية في قتل الالاف وتدمير مدن كاملة، ولا احد في العالم يقف في وجهها ويوقفها مجرد دعايات اعلانية بالشجب والاستنكار، واخيراً الاستهداف للاماكن والبعثات الدبلوماسية للجمهورية الاسلامية في سوريا بقصف قنصليتها وقتل القادة فيها، ومع الاسف الامم المتحدة اثبتت عجزها عن ادانة وايقاف تلك الهجمات، وتحاول واشنطن تنصلها من الهجوم وانها لا علم لها بالهجوم وان اسرائيل لم تخبرها بذلك، ونتن ياهو يطمح لجر ايران للدخول في الحرب واشراك الولايات المتحدة الامريكية والغرب في تلك الحرب لتدمير قدرات ايران الصاروخية والنووية، وبعد استشهاد (7) من المستشارين العسكريين ابرزهم العقيد محمد رضا زاهدي، نددت روسيا والصين ، وحتى الدول الغربية ادانت ذلك لكنها دعت الى(ضبط النفس).

نتساءل عن موقف الصين وروسيا لماذا لا تتخذ قرارات واضحة بدعم ايران ومحور المقاومة وهي تعاني من الاستهداف الامريكي ، ولماذا لا تزود سوريا بمنظومات دفاعية ضد الاستهدافات الاسرائيلية المتكررة؟!، وماذا سيكون موقفها لو اشتركت ايران بالحرب بصورة مباشرة ضد اسرائيل، هل ستبقى على الحياد؟
وبعد استهداف القنصلية الايرانية في سوريا وتزامنه مع يوم القدس العالمي، اشتعلت مواقع التواصل والفضائيات والاعلام المغرض والعميل والممول، هل سترد ايران بصورة مباشرة؟، ام ستكتفي بتحريك اذرعها ووكلائها؟، وان ايران تمر بحرج كبير وكيفية الرد، البعض من المتهكمين بان الرد سيكون في مواقع خارج إسرائيل كما حدث في داخل اقليم كردستان العراق.
فكيف سيكون الرد؟ ، حتماً ان يوم القدس اليوم يختلف عن ما سبقه، فسيجري في دول غربية وغير اسلامية، وافتضح اجرام اسرائيل امام شعوب العالم ولا احد يستطيع ترميم وجه اسرائيل القبيح بعد اليوم، كما يقول السيد رئيسي، وان اي ايقاف للحرب يعني انهاء حكومة نتن ياهو والانتصار للمقاومة وايران، وتآكل الداخل الاسرائيلي بعد ان اهتزت اساساته وخروج المظاهرات داخل اسرائيل رغم حكومة الطوارئ والدعم الامريكي اللامحدود، حتماَ سيكون هناك رد، وان الصبر في ارض المعركة هو استفزاز للعدو وليس للخضوع والانجرار للاستفزاز، فعندما يصدر هذا الكلام على لسان السيد علي خامنئي( حفظه الله) بان هذا العدوان لا يمكن ان يبقى بدون رد، وهو لا يقول اي كلام جزافاً، ولكن تقدير الظروف والاماكن والتوقيتات والاسلوب ، وربما سيكون الرد من سوريا ولبنان او العراق ، يخضع لأهل الاختصاص ودراستها من جميع الجوانب ونحن على يقين بان القيادة في ايران حكيمة عاقلة في السياسة والدبلوماسية وكيفية استخدام القوة العسكرية ، وان الحق سوف ينتصر حتى لو بعد حين.