الثلاثاء - 30 ابريل 2024

هدم القبور..البقيع جريمة سياسية..!

الشيخ محمد الربيعي ||

تمر علينا ذكرى أليمة على قلوب أتباع أهل بيت النبوة ( عليهم السلام )، وهي ذكرى قيام العصابات الوهابية بهدم أضرحة أئمة أهل البيت في البقيع، وحادثة انتهاك حرمة البقيع جريمة لن تمحى من الأذهان، إذ ارتكب الوهابية وال سعود جريمة العصر من خلال محاولة محو ذاكرة المسلمون، وإزالة كل ما يربطهم بالتاريخ الإسلامي، لان هدم هذه الشواهد المقدسة والتي تعد شواهد على الإسلام ذاته، هي محاولة يائسة من الوهابية بدعم الانكليز واليهود للقضاء على نور الإسلام.
محل الشاهد :
ان المتتبع لتأريخ هذه الاسرة وافعالها المرتكبة عبر التاريخ وبحسب المصادر ، يكون على يقين تام ان قضية هدم القبور ليست قضية عقيدة حقيقية ، بل الحقيقة لاتحتاج الى تحقيق عقائدي بعد ان كانت البقيع موجوده وقائمة كمقبرة احتوت شخصيات متنوعه يجلها الدين الاسلامي و يكرمها ويمدحها ..
وان شرعية البقية بكل وجودها متحققة لاتحتاج الى تقييمها من الناحية الشرعية ، واصدار الاحكام السياسية و ليست الشرعية الى هدمها ….
الهدم جاءت نتيجة طبيعة الحكم الذي ساد المسلمين ضمن دائرة ( اهواء وملذات وسياسات اجرام ) أطرت و زيفت و زورت لها نصوص شرعية نقلتها من دائرة الرفض الشرعي الى دائرة القبول الشرعي بل و العقائدي ايضا … وبذلك كانت تلك السياسة التي سلطة وجودها على الدين بالتحريف ، باستطاعتها شرعنة كثير من سلوكياتها العدائية ضد اهل البيت ( ع ) .
ايها الناس ان هدم القبور انما هو بالحقية قضية سفيانية تابعة الى تاريخ تلك الحقب المظلمة من احكام صدرت سياسية سلطوية باسم الدين ، امثال حادثة هند عندما طلبت تمزيق كبد الحمزة سيد الشهداء رغم موته شهادته لتشفي غليلها و تظهر عظيم حقدها و شرها.. فهم لايكفيهم شهادة الصالحين ، وهكذا هم على نفس المنهجية كانوا مع اهل البيت ( ع ) حتى و صل بهم الحال الى ذلك الغل والحقد يمتد الى القبور متصورين بذلك يمحى الذكر النبوي العلوي ، متناسين الوعد الالهي عن لسان السيدة زينب ( ع ) :
( فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ) ، هي كلمة لكل الاجيال وصمام امان من كل الطغاة و حكام الجور و الفسق و الخيانة لدين و الانسانية ، ان اهل البيت ( ع ) باقين ، وان بهم يبقى الدين و (كلمة لاتمحوا ذكرنا ) ، المقصود منها هو الدين هو الاسلام الحقيقي والا اهل البيت لم يكونوا يروجود لذواتهم وجودا منعزلا عن الاسلام ، بل انهم سلموا كل شيء من اجل الدين الاسلامي كما اشار الامام علي ( ع ) :
(والله لأسلمن ما سلمت امور المسلمين)
نعم هم اهل البيت ( ع ) وجودهم كان هو وجود الاسلام ، و يقدموا للاسلام كل شيء حتى اروحاهم الطاهرة ، بل وحتى قبورهم الشريفة .
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه