الثلاثاء - 30 ابريل 2024

لا عتاب لِمن استباح دمك وحرَّم عليك أن تُقاوم..!

منذ أسبوعين

محمود وجيه الدين ||

 

عُذرًا على العنوانِ المُستفِز للأحرارِ مِن أبناءِ أُمتِنا الإسلامية ، ولكِن هذه الحقيقة التي وصلت لها الأُمّة العربية والإسلاميّة وللأسفِ الشديد والمؤلم جدًا، ولن أقولُ الأمريكي والإسرائيلي ودول الغربُ هُما المسؤولون فقط عن ما وصلت إليه الأُمّة الإسلامية، هُنالك مسؤولون آخرون ومُتحمِّلون صلاحية إباحة الدم المسلم وإراقتهُ مِمّن ينتسبون إلى هذه الأُمّة ويتحدّثون بإسمِ الدين والإسلام، صحيح لا عتاب عليهم كما لا عِتاب لِمن استباح آذيتك، ولكِنّ علينا أن نُدِّون عن حقيقتهم، فإنّ الدورُ الذي لعِبهُ المسؤولون الآخرون في هذا الشأن، هو دورٌ يُمكِنُ اعتبارهُ امتدادٌ تأريخيٌّ مُنذ العصورُ الأولى للإسلام وإلى الأن مستمر، فنسيانُ أعلامِ هذه الأُمّة الحقيقون وابعادُهم عنِ الساحة وتجاهلهم، والقتال والصِراعُ الطائفي المذهبي، والسياسي العسكري الناشئ بالبدايةِ بينَ جميع المسلمين، وعدم الإتحاد والوحدة الإسلامية والتآلف في وجهِ الأعداء ، ونسيانُ اعداءُ هذه الأمة وعدم توجيه بوصلة العِداء إليهم، وكما قد قال تعالى: { وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أيّ عزّتكم هيبتُكم والتي تدّلُ على الثبات والعظمة، فنجِدُ أنّ الأمة كعمومية هنالك في ذلك الزمن مدحورةٌ ومُردوعةٌ وفي ذُلٍ وخزٍ امام اعداء هذه الأُمّة، وللأسف الشديد وهذا الذي يؤلم قلبي كثيرًا.

فلماذا؟ لَم يُحِبِّهم الله عزّوجل الذي يقولُ:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ} وأين البنيان المرصوص- سنتحدّث عن الزمن الحاضِر- أمام اعداء هذهِ الأُمّة مُباشرةً ؟! إن هنالك حقيقتان معروفتانِ كثيرًا تلحق بعدهما مجهر الحقائق، حينما اجتمعت الدول العربية مع مشاركة الغرب في #سوريا في مُحاربةِ نظام الرئيس السوري بشار الأسد مباشرةً وتدمير دمشق وكلُّ سوريا وقتلُ الآلاف من ابناء الجمهورية العربية السورية وتهجيرهم ومحاصرتهم، ومقاطعة الحكومة السورية وعزلُهم من المجتمع الدولي، أي حدثت حربًا كونية على سوريا كما عبَّر عنها سماحة السيّد حسن نصرالله، وبعد هذا يأتي موضوع حرب وعدوان التحالف العربي الدولي الذي على رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية الذين اقاموا عدوانًا على اليمن استمرّ “9” اعوام مِن قتلٍ بالآلاف وتدميرٍ شامل للتلك الأرض ولأبناؤها وهنالك مايثبت ذلك وثائق وسائل الإعلام الواقع يشهدُ، وقد شهِد الكل كيف اجتمع التحالف العربي وجامعة الدول العربية عن اليمن وكيف تحدّث ناطق التحالف الدولي واعتبر المدنيين اليمنيين العربيين المسلمين جزءًا من الأهداف العسكرية؟ وحسب مايقولون هم بالمصطلح مواجهة الحوثي ومن ينتمي للحوثي، الذي يُعتبر أساسًا ابنًا أبًّا عن جد لليمن العربية ، وابنٌ بارٌّ للإسلام ، لكِن هنا قراراتهم قوية، صارمة، حازمة، جريئة، فعلية، في موضوع اليمن ، فقد قاموا هؤلاء المسؤولون الآخرون في سفك الدماء ومنع المقاومة، وهذا احدى التقديم لإباحة الدم وفتح مجال وتشغيل اضواء المسرح لأعداء هذه الأمة ليقتلوا أبناؤها وليفعلوا مايفعلوا، فلأنهم اساسًا فعلوا لكي يُقدُّمون خدمةً متنوعة لأعداء هذه الأُمّة.

لكِنَّ حينما يأتي الموضوع المعروف والمجهر الحقيقي للحقائق وهو ما جرى ويجري في غزة وهو موضوع ليس مؤطر ليكون دينيًا وعربيًا وقوميًا فقط بل كذلك إنساني وأخلاقي، ويتطلّب موقفًا قويًا، صارِمًا، جريئًا من المعنيّون والذي هُم في حقيقةِ الأمر لايُعنى ولايعني لهم الأمر ولايكترِثون لذلك، بالطبعِ، ،وبالمؤكدًا، واليقينِ في موضوع غزة التي يشنُّ عليها المحتل الإسرائيلي مع مساندة الأمريكي والغرب عدوانٌ إباديٌّ مُستمرٌ أكثر نصف عام وجرائم مرّوعِة ومؤلمة بنفس الوقت، فلم يصبح موقف أولئك الذين وقفوا في الحربِ ضد سوريا واليمن وغير سوريا واليمن، بعدوانِ غزة موقفًا مُشرِّفًا، لماذا ؟! هم قد فعلوا وفعلوا اقلّ قدرًا نوعًا ما طوال اعوام متتالية في سوريا واليمن امام يفعلهُ الإسرائيلي اليوم، بمعنى هُمُ أعداءًا لأبناء أُمّتهم وليسوا أعداءًا لأعداءِ أُمتهم الذين من خارج جغرافيتهم ودينهم، فيمّدون السلامُ إليهم، ويتعمّقون بالعلاقة الشاملة معهم رُغمّ أنها محرّمة شرعًا، فيُحرِّمون عليك مقاومتهم ويعتبرونهُ فعلاً إرهابيًّا إذا أنت مقاوم لديك غيرة وفكر بالجهاد في سبيل الله ، ويقفون بجانبهم دفاعيًّا لأي هجومٍ مقاوم إسلامي، فيُسانِدوهم مِن هجمات أهل المقاومة الإسلام !، ويتسامحون معهم،واستهانوا وقللوا مِن قيمة الدم العربي المسلم واصبحوا يُبيحون له ، وأصبحوا عكس النموذجُ القُرآني اعِزّةٍ على المؤمنين وأذلةٍ على الكافرين، فماذا قد نقولُ الأن؟ لا عِتاب لِمن استباح دمك.