الثلاثاء - 22 اكتوبر 2024
منذ أسبوعين
الثلاثاء - 22 اكتوبر 2024

إنتصار الماهود ||

 

متذ السابع من أكتوبر الماضي عام 2023 ولغاية اليوم، لازلت الحرب مستعرة على غزة وتتعرض للإبادة الجماعية وسط صمت الدول العربية المطبعة المتصهينة.

قامت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في فجر السابع من اكتوبر عام 2023 بأكبر هجوم بري على مستعمرات الكيان الصهيوني والتي إستطاعت دك القبة الحديدية لتحولها لقبة ورقية.

لكن كان لهذه الحرب ثمنها الباهض، حيث تركت خسائر مادية تقدر ب 33 مليار دولار، تم تدمير المزارع وأسواق السمك والمصانع، وأدى ذلك لإرتفاع نسبة الفقر الى 100% بعد ان كانت 50% أما التضخم فقد إرتفع ليبلغ 250% حسب الإحصاء المقدم من المعهد الأورومتوسطي لحقوق الأنسان، كما إرتفعت نسبة البطالة لتصل الى 80% بعد أن كانت 45%، وفق تقرير أعدته منظّمة العمل الدولية والتي راقبت الأوضاع في القطاع عن كثب.

لقد توقفت أكثر من 80% من شركات القطاع الخاص، و أكثر من 75% من اليد العاملة.
خلال هذه الحرب المدمرة ألقت قوات الإحتلال على غزة 83 الف طن من المتفجرات، والتي أدت الى إستشهاد أكثر من 42 ألف وجرح 97 ألفا، إستشهد 986 من الكوادر الطبية، و 150 صحفيا، كما حجب الإحتلال الاخبار عن القنوات الإخبارية وكان يتعمد التعتيم على خسائره الفادحة أيضا.

تعرض قطاع المياه والبنى التحتية من صرف صحي والمياه الصالحة للشرب، الى دمار كبير حتى أصبحت حصة الفرد من المياه الصالحة فقط 6% من إحتياجه الأساسي، كما خرجت 23 مستشفى عن العمل من أصل 38، وهنالك أكثر من 50 ألف طفل دون ال18 معرضون لخطر المجاعة والجفاف وسوء التغذية.

تناقصت اعداد الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، لتصل الى 50 شاحنة بعد أن كانت 600 شاحنة يومياً، وأصبح الأمن الغذائي في غزة على شفا الإنهيار.

إن غزة تحولت لمدينة أشباح تحتاج لبنية تحتية جديدة، وإعمار ثوري قد تصل تكلفته الى 80 مليار دولار و700 مليون دولار فقط لرفع الأنقاض، منها بسبب كمية المتفجرات التي ألقيت عليها، هذا ماديا وإقتصاديا وأنا اتفق مع تلك الأرقام بعد رؤية ما حل بغزة.

لكنني لا أتفق مع الذي يقول أن شعب فلسطين وبالذات غزة، يحتاجون لأعوام طويلة للشفاء من الأثر النفسي العميق الذي تركته الحرب، أي تأثير هذا الذي تتكلمون عنه وأنتم تشاهدون مواطنين خلقوا للمقاومة وللدفاع عن أرضهم، فبجانب مهد الطفل تضع الأم كفن وليدها، وبدل تهويده النوم تغني له أغاني الحرب لينشأ مقاوما قويا.

على مدى سنوات وأهل فلسطين يقاومون داخليا، ويدافعون عن حقهم في أرضهم التي سلبها المحتل، لكن في معركة الطوفان تغير الوضع كثيرا بعد دخول محور المقاومة الشيعي في هذه الحرب، لأنها حربهم أيضا هي معركة وجود بين ضد كيان غاصب هدفه تفكيك الدول العربية وإبتلاعها و ضمها الى أرضه.

تعتبر لبنان دولة الصد الأول في هذه الحرب، بحكم قربها الجغرافي و الجولات السابقة التي خاضتها من القتال ضد الإحتلال الغاشم وهي وتد هذه المعركة لنا.

أما اللاعب اليمني فقد أبدع في لعبه وهو البعيد القريب من أرض المعركة، لكنه إمتاز بركلات حرة بعيدة المدى أوجعت المحتل عسكريا وإقتصاديا، سواء على الأرض المحتلة أو في فلسطين.

ولا ننسى لاعبنا المبدع المقاوم العراقي الذي تفنن في تنقلاته، بين ضرب تل أبيب وإيلات وضرب مصالح الإحتلال الأمريكي في داخل العراق وسوريا و المساند للكيان في عدوانه، وهو لاعب ماهر في التكيف على تغيير خططه حسب ما يقتضيه الوضع في ساحة الحرب، وكل ذلك يحصل بأنامل وخطط وعبقرية صانع السجاد الصبور، الذي كان دوما الداعم والمساند للمقاومة والمستضعفين أينما كانوا.

في الختام وبمناسبة مرور عام على طوفان لغزة أغرق الكيان، وجه الناطق العسكري بإسم حماس أبو عبيدة، رسائل أشاد فيها بدور محور المقاومة الشيعي وصولاته الحيدرية في الميدان، ودعا لتصعيد العمليات العسكرية والسيبرانية على المحتل، فالحرب مستمرة بيننا وبينهم لن تنتهى حتى طرد آخر محتل صهيوني من أراضينا المحتلة.