الثلاثاء - 22 اكتوبر 2024

ولا يزال سريع يوزع الحلوى..!

الثلاثاء - 22 اكتوبر 2024

الشيخ عبد المنان السنبلي ||

العالم اليوم أصبح يترقب يحيى سريع..

العالم أصبح يتحرى ظهوره كما يتحرى المسلمون هلال شهر رمضان أو شوال..
العالم أصبح اليوم، وبفارغ الصبر، ينتظر سماع زئير ذلك الأسد اليماني البطل..
فما أن يطل من على شاشة المسيرة، إلا وتحولت كل القنوات إليها؛ لنقل وسماع ما يقول..

وما أن ينتهي من تلاوة بيانه المهم، إلا ويدخلُ الخلقُ، على إثره، في موجة طويلة من النقاش والجدال والتحليل، فكأنما لسان حاله يقول:

أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرَّاها ويختصموا..

فينتهي بهم الحال، بعد ذلك، إلى دخول موجةٍ أخرى من الترقب والإنتظار لهفةً وشوقاً إلى إطلالةٍ (سريعيةٍ) قادمةٍ، ولسان حالهم يقول:

فبأي حالٍ عُدْ، بأية هيئةٍ
أقبِلْ، وقل: بعد الفراقِ تلاقي..!

وبينما هم على هذا النحو، إذ به، وكعادته، يفاجئ الجميع ببرقيةٍ استباقيةٍ وعاجلةٍ على صفحته تقول:

ترقبوا بياناً مهماً بعد قليل.

لتشتعل بعد ذلك كل القنوات والمواقع الإخبارية مؤذِّنةً في الناس أن ابقوا في أماكنكم ولا تغادروها حتى يأتي البيان.

ويطل الأسد من جديد..
يطل ناثراً ما في جرابه من أنباء نصرٍ وظفر..

فلا يكاد الواحد من الواقفين أمام الشاشات يقوم من مقامه أو يغادره إلا ولسان حاله يقول،

أو كأنه يقول:
ليطلب الثأر أمثال ابن ذي يزنٍ
في البحر خيَّم للأعداء أحوالا..!

فقد سمع من (سريع) للتو ما يجعله يقف له ولإطلالته هذه احتراما..
فهلا تقول يا سريع..؟

من أين لك بهذه (الكاريزما) الفريدة من نوعها، وهذه الطريقة الإلقائية الرائعة والمؤثرة، والتي مكنتك من الإستحواذ على قلوب وأفئدة كل هذه الملايين من المتابعين والمهتمين…؟

من أين لك بكل هذه الروح الثائرة المجاهدة والمؤمنة التي أحالت بياناتك، وأنت تقرؤها، إلى صواريخ عابرة لا تقل وقعاً وأثراً على العدو عن تلك التي تسَّاقط ناراً وشُهباً على أم الرشراش…؟

لا أحد يستطيع أن ينكر هذا..

الكل يعترف اليوم، يا سريع، أن قد أصبح (لبياناتك) هذه مذاق ونكهة خاصة، فكأنما هي قطعٌ من الحلوى، لا يتذوقها، بالطبع، إلا كل من بقي في دمه ذرة من عزةٍ أو غيرة أو كرامة..

أفأنت بهذا توزع الحلوى..؟!

إن كنت كذلك،
فلا تحرمنا من هذه الإطلالة..
وهذه الحلوى يا سريع..

معركة القواصم