الجمعة - 26 ابريل 2024

لابد للحروف من نقاط، ولابد للأمور من إنضباط ..!

منذ سنتين
الجمعة - 26 ابريل 2024


كاظم الخطيب ||

ليس من العبث- مطلقاً- ولا من الهزل- أبداً- التغاضي عن جرائم التحالف الصهيوأمريكي بحق أشرف رهط، وأقدس حمىً.. ولا من الرجولة بمكان، أن ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام؛ لنترك الرهان الرابح، مطعوناً في الصدر، ومكشوفاً ً من الظهر.
التولي من الزحف إنما هو الكفر بعينه.. فهل يرضى أحدكم لنفسه أن يكون كافراً- والعياذ بالله- ؟
الحشد الشعبي، إنما هو وليد الفتوى، والفتوى هي وليدة الضرورة، وقد جعلت هذه الفتوى المقدسة، التي أطلقها آية الله العظمى، السيد المفدى علي الحسيني السيستاني- دام ظله- باب الجهاد مفتوحاً، ولم تغلق أيا من مصراعيه، عندما جعلت منه جهاداً كفائياً؛ كي تتوالى جموع المجاهدين تباعا، لسد أي نقص من شأنه أن يقدح بكفايته وكفائيته.
عندما إزدحمت السواتر بالرجال، زحاماً كافياً؛ كفانا وكفاكم القتال، وقد قطفنا وقطفتم ثمار النصر، ولم يجب علينا حينها الجهاد، لكفاية عدد وعدة المجاهدين، ولو كان عدد المتطوعين غير كافياَ؛ لكان الجهاد واجباً على كل عراقي مسلم، بحسب الفتوى حتى يكتمل النصاب الكافي لمقارعة الدواعش، وتحرير البلاد وتخليص العباد من شرهم ودنسهم.
لم تنته المنازلة بعد، ولم تنته الفتوى قط، فمازال داعش وإن هُزم، ومازال الحشد وإن حقق النصر، ولكن المواجهة اليوم أصبحت أشرس، وباتت النوايا معروفة، والميادين مكشوفة، وتقدمت القوى التي كانت تتستر بداعش، وتتمترس بالشرعية الدولية، للدخول في المنازلة وجهاً لوجه، لذلك فقد برزت الحاجة إلى مد المجاهدين بحسب الفتوى، نظراَ للنقص في عدد وعدة المجاهدين والمتطوعين، من خلال الحاجة إلى قرار سياسي جازم، وموقف حكومي حازم، وفصائل دعم شعبية ضاغطة.
الأمر إذا، وبًحسب رأينا القاصر، فإن أي نقص في تلبية هذه الحاجات؛ إنما يقدح بكفاية وكفائية جدار الصد، وجبهة الرد، حينها سوف يكون جميع من تخلف عن التصدي لتلبية هذه الحاجات، بمثابة الآثم المولي عن الزحف.
لقد قام المجاهدون بما عليهم وقدموا كل ما لديهم، فقوموا أنتم أيضاً بما عليكم وقدموا كل ما لديكم، وإنصروا الله بإنتصاركم لرجاله ينصركم، وبادروا لحشد مدني ظهير، لحشدكم العسكري، قوامه كل مؤمن حنيف، ووطني شريف.
حشد مدني، هو ما تستلزمه ساحة المواجهة اليوم، أدواته كلمة الصدق، ونبرة الوفاء، وصرخة الحق بوجه الباطل، لنقول للعالم أجمع؛ أننا شعب حر، ولن نُسَلمَ للباطل، ولن نَخذُل أنفسنا، بخذلاننا لرجال أمننا، وعنوان كرامتنا، وأبطال حشدنا، رجال الله، السد الرصين، والحصن الحصين.
نازلوا جيوشهم الألكترونية، وفضائياتهم، وحاربوا أساليبهم الخبيثة، وأكشفوا عنهم غطاء الزيف، وكونوا لله ناصرين.