الثلاثاء - 30 ابريل 2024

شكر النعمة أمان من حلول النقمة

منذ سنتين
الثلاثاء - 30 ابريل 2024


كوثر العزاوي ||

من الملاحَظ في أوساط المجتمع الإسلامي وغيرالإسلامي،ثمّة قامات كبيرة وقيادات عظيمة وأصحاب شأن جليل من ذوي الخبرة والحنكة السياسية، بل وكلّ متتبِّع لما يجري من أحداث وتغيّرات وانتكاسات وانحرافات في العراق وعلى جميع الصعد،كل أولئك يعرفون ويدركون أبعاد شخصية آية الله السيد عليّ السيستاني”دام ظله”المتميّز بحكمته ونظرته لما وراء الأحداث!! إلّاجمهور كبير من الشعب العراقي، فضلًا عن ساستهِ وأصحاب النفوذ ومن بيدهم مقاليد الحكم وشفيرات القانون وثعرات الدستور!! فإنهم لايُقرّون له بذلك وإن أقرّوا فلن يستفيدوا إنما يُعرضوا،وقد غفلوا أنّ عدم إقرارهم دليل خيبتهم لجحودهم نعمة الاستفادة من وجود إلهيّ مقدّس ينوب بحكمته ونظرته عن الإمام الغائب المعصوم”عليه السلام”ولكن لاعجب في البين وقد بيّن لنا خاتم الأنبياء حقيقتهم في قوله” صلى الله عليه وآله”.
{الجاهل يظلم من خالطه،ويعتدي على من هو دونه، ويتطاول على من هو فوقه،ويتكلم بغير تمييز وإن رأى كريمة أعرض عنها، وإن عَرضت فتنة أردَتْهُ وتهوَّر فيها}بحار الأنوار ج/١ ص١٢٩
ولعل ماجاء على ألسِنة أصحاب البصيرة والرؤية الثاقبة غنى، لفهمِ مقدار قراءتهم المستفيضة في شخصية المرجع الأعلى ومرجعيته الرشيدة التي هي بمثابة النّعمة التي كُفِرَت فأصاب بلد العراق ماأصابه من ويلات وكوارث وانعطافات! فهلِمّوا معي لنتعرف على مصدر قوة العراق وشعبه والتي تشكّل العقبة الكأداء في طريق مخططات الأعداء للقضاء على آخر رمق في بلد المقدسات والقوم عنها غافلون.
– يقول السيد هاشم الحيدري:
في وصية الإمام الخامنئي للحاج قاسم سليماني وكثير منّا سمعناها من الحاج، وأنا منهم، وصيته هي:{أي شيء يصدر من المرجعية الدينية في النجف الأشرف من السيدالسيستاني فاعمل بكل جهدك وقوتك لتنفيذه وإجراءه، وآخر لقاء لي مع الحاج قاسم قبل فترة قصيرة جدا من شهادته كما الكثيرين يلتقون به(والقول لسماحة السيد الحيدري) في آخر وصية عندما إنتهى اللقاء وقمنا، حمل حقيبته وأردنا الخروج من مكتبه، أوقفنا وقال:آخر وصية ياسيّد”أَكْثِر مِن ذكر السيد السيستاني” في خطاباتك، نعم! قال لي أنت تذكره كثيرا ولكن أُذكرهُ اكثر، لماذا؟! قال: لان سماحة الامام الخامنئي الولي الفقيه هل تعرف كم يريد خاطر السيد السيستاني ويريد تقويته!!!
– أما ماجاء على لسان سماحة السيد الأمين”حسن نصر الله”حفظه الله قائلًا:إنّ فتوى السيد السيستاني وهذا الموقف التاريخي قد أخرجت العراقيين والناس جميعًا من الحيرة والذهول، من الارتباك، لاحظوا جملًا قصيرة قالها، وقد غيّرت مجرى التاريخ، بتشخيص العدو الذي يجب ان يُقاتَل،كما أعطت فتوى المرجعية زخمًا قويًا وروحًا معنوية هائلة لضباط وأفراد القوات الأمنية والمقاتلين الذين استجابوا للنداء مما أدى إلى تأسيس حشدٍ شعبيٍ عراقيٍ مبارك كان ومازال يشكّل قوة حقيقية للعراق.
– وكما جاء في مخاطبة السيد “محمد البخيتي”عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله “الحوثيين”سددهم الله مايلي:
يااهل العراق أيعقلُ أن تختلفوا طوال هذه المدة على تشكيل الحكومة وفيكم السيد”علي السيستاني” وهو من أحكم وأزهد وأتقى المرجعيات التي عرفها العراق عبر تاريخه،أليس هو الذي أصر على إجراء أول إنتخابات؟ ولولاه ماكان هناك انتخابات!! إنّ وجودَه بينكم في هذا الزمن العصيب نعمة من الله فلا تضيعوها!! -انتهى-
ترى: إلى أين ذاهبون بغفلتكم يامَن لازلتم تكفروا بأنعمِ الله تعالى وهو مَن يُحذّر عباده في قوله” عزّ وجل”
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} النحل ١١٢
فهل انتم منتهون؟!!

٦شوال١٤٤٣هج