ايران بين الاصلاح والتشدد والمستقبل النووي..!
حسن درباش العامري ||
الكاتب والمحلل السياسي …
واضح بأن الموقف الايراني من كل قضايا المنطقه والعالم وفي مقدمتها العدوان الصهيوني والجرائم الاسرائيليه وحرب الاباده بحق الفلسطينيين في غزه والجرائم القذره بحق ابناء لبنان من خلال عملية تفجير اجهزه الاتصالات البيجر والاي فون وغيرها وماتلتها من عمليات قصف مركز للمدنيين والعمل على توسيع نطاق الحرب الاجراميه الاسرائيليه المدفوعه بتأييد وتمويل امريكي وحلفها في شمال الاطلسي،
ذلك التأييد الذي ينسف كل ادعاءات وقوانيين حقوق الانسان والشرعيه الدوليه المزعومه .
وكذلك مشفوعه بتأييد موقف عربي واسلامي متخاذل ومتخوف من دول التطبيع العربيه ودول الاسلام السني الاموي !، ولم نسمع صوت مناصر للشعب الفلسطيني العربي المسلم (السني) الذي يذبح بدم بارد غير المسلمين الشيعه في لبنان والعراق وسوريا واليمن وايران ومناطق اخرى في العالم هم وحدهم الذين تمسكوا بمناصرة القضايا المصيريه للعرب والاسلام ،
ورفض شعوب العالم الحر المناصر لحقوق الانسان و الرافض للقتل وجرائم الاباده والتهجير تلك الشعوب التي تعمل بعيدا عن ارادات الحكومات والمواقف السياسيه …
ومن الواضح بأن الموقف الايراني يكون متأثرا بمن يمسك السلطه في ايران !فموقف حكومة المتشددين مختلف كثيرا عن موقف حكومة الاصلاحيين رغم ان للمرشد الاعلى السيد الخامنائي تأثيره الواضح في السياسه الايرانيه وربما سياستها الخارجيه ،
فنجد الجنوح للسلم والمغازله التي يبديها الرئيس الايراني الاصلاحي بزشكيان للولايات المتحده ،
ومن هنا نجد الاتجاه الاصلاحي في ايران يدفع بالانفتاح نحو اعادة العلاقات الايرانيه على اسس مختلفه عن الاتجاه المتشدد الذي يعتبر امريكا (الشيطان الاكبر) ،وربما تخليه عن الرد على التجاوز الاسرائيلي على السياده الايرانيه في قضية اغتيال ضيف الجمهوريه الايرانيه الامين العام لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنيه الذي اغتيل بصاروخ موجه اثناء تواجده في ايران للمشاركه في تشييع الرئيس الايراني الاسبق الشهيد رئيسي.
قد سويت بعد تقديم امريكا بعض الامتيازات لايران وبعض اللين في قضية الملف الايراني النووي ،.
حتى نجد تصريح الرئيس الايراني في قمة الازمه المتمثله بالجرائم الاسرائيليه على لبنان ،يصرح ويبعث رسائل تقول لامريكا ومن خلفها اسرائيل بأنه يعتبر الامريكيين اصدقاء! ويبحث عن علاقات جديده معهم وهو يعلم علم اليقيين بان اسرائيل لم تصمد في اعتداءاتها على المسلمين من غير المساعدات والدعم الامريكي بالمال والسلاح ..
نعم الجميع متفهم للموقف الايراني بأنها تستخدم المناوره من اجل كسب الوقت للانتهاء من تحقيق امتلاك السلاح النووي لتصبح قوه ننويه ولتتحدث حينها بقوه كما انها غير مستعده لتلقي الضربات الصاروخيه في حالة اندلاع الحرب عليها من قبل الجبهه الاسراىيليه الامريكيه،
ولكن هل امنت غدر اسرائيل وكيف تصمد وهي ترى اسرائيل تدمر حلفاؤها الشيعه في العراق ولبنان واليمن وسوريا وهل نسيت ان وراء ذلك كله دفع امريكي خليجي وعربي .
وهل ان صمتها سيوقف التمدد الاسرائيلي الذي يرفع شعار من النيل الى الفرات ! .
من المعروف بأن ايران تمد حلفاؤها بالواريخ الايرانيه ولكن سوف لن تكفي تلك الصواريخ لتحقيق النصر واعادة الحقوق الاسلاميه ومعلوم الدعم الامريكي المفتوح لاسرائيل ليتحول الصراع امريكي ايراني غير معلن من خلال حلفاء وادوات كل منهما مع تفوق السلاح الامريكي الكبير والتي لاتبخل به رغم الازمه الاقتصاديه الامريكيه ومعدل الديون التي تصل الى ترليون دولار كل مائة يوم !
لتصل مجمل الديون الامريكيه الى ٣٤,٥٨ ترليون دولار امريكي ، والتي تعادل الناتج المحلي لخمسه دول عضمى مجتمعه كاليابان والصين والمانيا وفرنسا والمملكه المتحده …
كما ان ايران كانت قد دخلت منذ فتره بالحلف الروسي الصيني الكوري الشمالي وهي تعلم بأن العالم متجه الى الواقع متعدد الاقطاب بدل القطب الامريكي المتجبر ..
الحقيقه ان تنحية الدور الايراني من قبل الولايات المتحده بعد اغتيال هنيه وتوجه الفرقاطات الامريكيه وحاملات الطائرات للمنطقه كورقة ضغط وتهديد معلن لايران للتراجع عن تهديداتها بالرد على اسرائيل سيؤدي الى اضعاف كل الحلفاء الشيعه بدءا من لبنان و سوريا وفي العراق وكذلك اليمن ،
وسيقوي التمادي الاسرائيلي في المنطقه وتوسعة نطاق الحرب لتشمل دول المواجهه الجديده ،ولكنها في نهاية المطاف ستبقى رهنا للتغيرات والمستجدات في العالم وربما ستكون رغم واقع التفوق الاسرائيلي سببا في انهاء اسرائيل كدوله مجرمه في قلب الوطن العربي….
عضو الرابطه الدوليه للكتاب والخبراء السياسيين