الجمعة - 17 مايو 2024

الخطوط الحمر

منذ 4 سنوات
الجمعة - 17 مايو 2024



ضياء ابو معارج الدراجي

لا يمكن ان تحقق النجاح بكتابة مقال ما دون ان تستعرض ارقام حقيقة وأسماء حقيقة قد أثرت في الموضوع الذي يتطرق له المقال لكنك وبعد تحقيق النجاح في النشر و زيادة عدد القراء وقوة مصداقية المقال تتعرض للمسائلة وخصوصا عن طريقة حصولك على المعلومة أو اسماء الشخصيات المشتركة بالقضية لتصبح في خانة الاتهام وتتعرض للمضايقة في العمل والشارع والبيت وتفتح عليك ابواب المشاكل من كل فج عميق اذا لم نقل ابواب جهنم السياسية، اتذكر حادثة قديمة كانت في عام ٢٠٠٦ عندما كنت على ملاك وزارة التعليم العالي بخصوص اجور المحاضرات المسائية والصباحية للتدرسين ،كنت في وقتها امتلك عمود ثابت في احدى الصحف العراقية وكتبت مقال يخصها بعد ان عجزنا عن استحصالها كحق مشروع من عمادة الكلية لفصل دراسي كامل وجمعت تواقيع معظم التدرسين لرفع شكوى على العمادة بعد نشر الموضوع اعلاميا ، في حينها كنت انتظر المجلس التحقيقي لاعادة حقي وحقوق زملائي وفعلا انعقد المجلس التحقيقي وتم استعدائي ومعي كافة الاوارق الثبوتية والتواقيع والكتب الرسمية لكن المفاجئة وجدت نفسي متهم بقضية تشهير بالجامعة والكلية ولم يكن المجلس التحقيقي لإرجاع الحقوق المسلوبة للتدرسين وانما لتوجية عقوبة ادارية للمشتكي وعلى اثرها بدأت المضايقات والتهديدات في ظل اوضاع امنية سيئة تكللت بتقديم استقالتي بعد ستة اشهر من الكلية عام ٢٠٠٧. استذكرت هذه الحادثة القديمة لانها تتكرر اليوم بعد اربعة عشر عام من الحادثة الاولى وبنفس النمط ونفس الفكرة باختلاف مكان العمل ونوع المشكلة .
الى متى تصبح الخطوط الحمر في الكتابة وبالا على الكاتب ولماذا نسكت عن مخالفات المسؤولين ويتهم من يكشفها بالتشهير او بافشاء اسرار عمل رغم ان العراق بلا اسرار بحر مفتوح ويوميا يصرح النواب والمسؤوليين بالاف المعلومات ويخرجون مئات الوثائق الامنية الخطيرة والسرية للغاية ولا يحاسبهم احد او يتهمهم بالتشهير او افشاء اسرار لماذا يصبحون خطوط حمر لا يمكن التشهير بهم ويحاسب من يفتح فمه بجزء مما افصحوا هم به او يهدد في مصدر رزقه وحياته الغير امنة اصلا.
ـــــــــــــ