الأحد - 28 ابريل 2024
منذ سنة واحدة
الأحد - 28 ابريل 2024


نور الدراجي ||

من الصعب جداً أن يحافظ القائد العسكري في ميدان وجبهات القتال وسط أصوات الصواريخ والمدافع وحمرة الدماء، ومشاهد العنف على صفات التقوى والاخلاص، والذكر الغير منقطع لله تعالى.
لقد كان الحاج قاسم سليماني ليس إنساناً عادياً حينما تراه، بل إنساناً عاشقاً، وهو يتقدم إلى سُوح القتال يدعوا كثيراً بأن يرزق الشهادة، بل كانت دموعهُ تجري بسرعةٍ عندما يتذكر أصحابهِ الشهداء، اللذين رافقهم سنوات الجهاد الطويلة، كان عشقهِ للشهادة منبعاً ودرساً للمجاهدين.
الحاج قاسم سليماني كان في تواضعهِ قصةٌ، وفي زهدهِ مدرسةٌ، كان تحت يديه ملايين المليارات الا انهُ في بعض الاشهر كان يستدين لعائلتهِ، متفانياً زهداً في هذا الطريق بشكل لا يمكن ان تراهُ الا عند العشاق لا تراهُ عند الناس العاديين.
لم يكن يبالي في سُوح القتال بالعدو، ولم يكن رجل المواقع الخلفية والغرف المحصنة المغلقة، بل كان رجل الميدان والجبهة، حيث ان الميادين التي حضر فيها الحاج لم تكن ميادين سهلة، بل ميادين كانت تستهدف حياته، وانما كان حاضراَ مع المجاهدين في الخط الأول المتقدم، بل كان كثيرا ما يرصد بنفسهِ خطوط الأعداء في داخل صفوفهم وقواتهم، كانت شجاعتهِ الايمانية سمةٌ بارزةٌ جداً في شخصيتهِ.
لقد كان جندياً يقظاً ومكلفاً ورعاً، في عقلهِ وقلبهِ وسلوكهِ كان الله حاضرا إلى درجة لم تكن تشغلهُ الانتصارات والتحديات ولا العقبات عن ذكر ربهِ، الحاج قاسم سليماني، رجل المعنويات ورجل الورع والتقوى والبطولة والشجاعة، والدعاء والتضرع وصلاة الليل، كان حقاً رجلا عاشقاً ومتشوقاً للشهادة.
الشهيد سليماني نموذج بارز لناهلين من فيض الإسلام، ومدرسة الإمام الخميني العظيم (قدس سره) فقط أفضى جل عمره بالجهاد في سبيل الله تعالى، والشهادة كانت جزاء مساعيه الحثيثة طوال حياتهِ كلها، متعبداً ومعتقداَ بالإمامين الخميني (قدس سره) والخامنئي(دام ظله) إلى حد الذوبان والاندكاك، لم يكن يقدم رأيهُ مطلقاً على سماحة الولي، بل يمكن القول كانت عيناه لا تفارق الولاية، فقد كان السيد الولي حاضرا معهُ بتجسيدهِ وطاعتهِ المطلقة للولي الفقيه.
وهذا هو سبب كل التوقيفات والانتصارات التي حققها الحاج كانت تحت إشراف وقيادة امام المقاومة السيد الولي، سر ونجاح وتوفيق الحاج قاسم سليماني تكمن في طاعتهِ المطلقة للقائد الإمام الخامنئي العزيز، وبذلك؛ الشهيد السعيد الحاج يعطينا درساً تتعلم منه الاجيال القادمة في كيفية يكون الجندي طائعاً مخلصاً في القول والعمل لإمام زمانهِ، لكي يصل إلى درجة العشقِ ونيل درجات الشهادة.